تزامنت احتفالات بعض الكتل الكبيرة بالفوز في الانتخابات العراقية، قبل إعلان النتائج الرسمية، مع تأكيد الجماعات المسلحة استئناف نشاطها العسكري بعد"هدنة"استمرت ثلاثة أيام. وفيما بدأت بلغاريا سحب قواتها من العراق، وأكدت أوكرانيا أنها تتبعها، أعلنت بريطانيا أنها في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة والانتهاء من الانتخابات المحلية لسحب عدد كبير من قواتها. وأشارت أرقام أولية غير رسمية أمس الى تقدم لائحة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية في 9 محافظات جنوبية هي النجف وكربلاء والقادسية وميسان وبابل والديوانية والعمارة والناصرية والسماوة. وقدرت نسبة مقاعد"الائتلاف"بين 70 و90 في المئة، واعترفت كتلة اياد علاوي بحصولها على معظم الاصوات في كربلاء والنجف والناصرية، فيما ناشدت المفوضية العليا للانتخابات توخي الحذر من اعلان"النتائج الاولية"، مؤكدة ان"النتائج الرسمية لن تعلن قبل أسبوعين". وقال حسين العادلي، الأمين العام ل"التيار الإسلامي الديموقراطي"المرشح في كتلة علاوي ل"الحياة"ان المؤشرات والنتائج الاولية تشير إلى ان كتلة علاوي حققت نتائج"جيدة"في بغداد والكوت وديالى والموصل والبصرة، موضحاً أن علاوي سيكون محظوظاً اذا استطاع الحصول على 40 في المئة من المقاعد. أما المدن السنّية التي تنافست على مقاعدها كتلتان رئيستان هما"التوافق العراقية"بزعامة عدنان الدليمي و"الحوار الوطني العراقي"بزعامة صالح المطلك فأظهرت النتائج الأولية فيها تقدم"التوافق"في الانبار وتكريت، فيما تصدرت قائمة علاوي النتائج في المنطقة الخضراء في بغداد، بنحو 40.36 في المئة من عدد الناخبين. ونقلت وكالة"رويترز"عن مسلحين علمانيين وآخرين متشددين قولهم إنهم سيستأنفون الهجمات قريباً على القوات الأميركية وحلفائها العراقيين، مؤكدين أنهم التزموا هدنة انتخابية للسماح للسنّة بالادلاء بأصواتهم. وقال ابو ميسر 52 عاماً وهو عضو سابق في حزب"البعث"وزعيم ميليشيا محلية في الفلوجة:"سنواصل كفاحنا المسلح ما استمر الاحتلال والعملاء الذين جاؤوا به". وعلى رغم اعتراض المسلحين على العملية السياسية التي تدعمها الولاياتالمتحدة، إلا أنهم حضوا السنّة هذه المرة على التصويت، وتعهدوا حمايتهم من المتشددين الاسلاميين الذين يتزعمهم الأردني ابو مصعب الزرقاوي، ما أدى الى تشجيع المسؤولين العراقيين والأميركيين الذين يأملون باجتذاب السنّة الى العملية السياسية. وقال زعيم محلي في"جيش محمد"، وهي جماعة تضم عناصر من أجهزة الاستخبارات السابقة:"هذا لا يعني التخلي عن جهادنا. نعد اننا سنكون في الأيام المقبلة عنيفين مع الاميركيين وانصارهم في الجيش العراقي". وقال ابو ميسر إن الحكومة التي تدعمها الولاياتالمتحدة عاقدة العزم على التخلص من كل فلول حزب"البعث"، و"إذا تخلينا عن أسلحتنا ومقاومتنا وحاولنا دخول العملية السياسية، فإن اللابعثية تنتظرنا. سنصبح كالماشية". وجاء في بيان لحزب"البعث"تلقت"الحياة"نسخة منه أمس أن انتهاء الانتخابات"يشكل آخر استحقاقات مشروع الاحتلال الاميركي"، مؤكداً ما سماه"اتساع التضليل السياسي أمام الشعب العراقي والى حين من خلال استدراجه الى الطائفية المتقابلة". وأضاف ان"تعهد البعث والمقاومة العراقية المسلحة باستمرار الثورة المسلحة حتى التحرير، لا ولن ينال منه أبداً الاتساع السياسي الوهمي للمعسكر المضاد وطائفيته المتقابلة، التي تحمل في ثناياها بذور فنائها وتنازعها المصلحي". وشدد أن فرصة"التهدئة"التي أعلنتها"المقاومة"انتهت وستستأنف العمل المسلح بكل أشكاله. وشهدت بغداد ومناطق متفرقة من العراق أمس عمليات مسلحة على رغم حظر التجول المفروض منذ ثلاثة أيام، وينتهي العمل به صباح اليوم. الى ذلك نقلت وكالة"رويترز"عن قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كيسي قوله ان عديد قواته سيخفض الى"المستوى الاساسي 138 ألف جندي أوائل شباط فبراير المقبل". وأكد بيان صادر عن وزارة الدفاع البلغارية انها ستسحب جنودها البالغ عديدهم 3000 عسكري وسيتسلم الجيش العراقي المسؤوليات التي كانوا يضطلعون بها في الديوانية. وفيما أعلن السفير البريطاني في بغداد وليام باني ان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة سيسرع سحب"قوات التحالف"، أكد البريغادير باتريك ماريوت انه لن يوصي بخفض عديد قواته"قبل استكمال الانتخابات المحلية".