كشفت تصريحات جديدة للصحافية الاميركية جوديث ميللر حول فضيحة تسريب اسم عميلة في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي ان كبار مساعدي الرئيس جورج بوش كانوا قلقين حول ما اعتبروه جماعة منشقة داخل الوكالة كانت تعمل من دون علم مديرها لكشف زيف الادعاء بأن العراق يمتلك اسلحة دمار شامل. وكانت الادارة الاميركية استخدمت امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين اسلحة دمار شامل مبرراً لشن الحرب على العراق الا انه لم يتم العثور على اي من تلك الاسلحة بعد الغزو في آذار مارس 2003، والقت تصريحات ميللر الصحافية في جريدة"نيويورك تايمز"أمس، الضوء من جديد على الخلافات السياسية في واشنطن التي تتسم بمكائد السياسة وخداع وعمليات انتقام قد تؤدي الى فقدان الوظيفة بسبب الرأي المعارض لصاحبها. وأمضت ميللر 58 يوماً في السجن لرفضها كشف مصدر تزويدها باسم العميلة السرية فاليري بالمر. الا انها كشفت فيما بعد ان مصدرها هو لويس ليبي مدير مكتب نائب ريتشارد تشيني. وكان اسم بالمر كشف للمرة الاولى في تموز يوليو 2003 في مقال للكاتب المحافظ روبرت نوفاك بعد مهمة قام بها زوجها جوزف ويلسون في النيجر سعى خلالها الى التحقق من معلومات تفيد بأن العراق يحاول سراً شراء خام اليورانيوم من ذلك البلد. وعندما لم يعثر على اي دليل كتب ويلسون مقالاً اتهم فيه ادارة جورج بوش"بتضخيم التهديد العراقي"لتبرير الحرب على العراق، مقوضاً بالتالي تأكيدات الرئيس الاميركي في خطابه عن حال الاتحاد للعام 2003 الذي قال فيه ان"صدام حسين سعى مؤخرا الى الحصول على كميات كبيرة من اليورانيوم من افريقيا". وقالت ميللر ان المقال"أغضب السيد ليبي". واضافت ان ليبي قال ان وكالة الاستخبارات"أخذت على عاتقها مسؤولية محاولة العثور على مزيد من المعلومات"عن محاولات العراق الحصول على اليورانيوم من دون اعلام البيت الابيض او مديرها بذلك. وتابعت ان ليبي"أصر على ان جورج تينيت الذي كان مديراً ل"سي آي اي"في ذلك الوقت، لم يسمع باسم ويلسون من قبل". ونقلت عنه قوله ان"نائب الرئيس لم يكن يعلم بوجود جو ويلسون". واضافت ان ليبي كان قلقاً من ان تكون وكالة الاستخبارات المركزية تشن"حرباً مضادة"تتعلق بالحرب في العراق، ولجأ الى"تسريب انتقائي"للمعلومات. وقالت:"ابلغني ان وكالة الاستخبارات ضالعة في استراتيجية لحماية نفسها في حال عدم العثور على اسلحة في العراق". وبموجب القانون الاميركي فان الكشف عن اسم عميل او عميلة سرية يعتبر جريمة لأن ذلك يشكل خطراً على حياته. وتم الافراج عن ميللر الشهر الماضي بعدما وافق ليبي على ان تكشف هويته.