هزّ انفجار كبير مبنى المحافظة في بلدة بيت الشباب في محافظة هكاري جنوب شرقي تركيا امس. وذكر الامن التركي ان الانفجار ناجم عن قنبلة موقوته وضعت في الطابق الارضي من المبنى. الا ان الانفجار لم يسفر عن وقوع ضحايا او اصابات، لكنه تسبب في تصدع المبنى من شدته. ووقع الانفجار على رغم تشديد الامن تحسباً لتصعيد حزب العمال الكردستاني هجماته ضد اهداف عسكرية وحكومية في الذكرى الحادية والعشرين لانطلاق حملته المسلحة ضد انقرة في 15 آب اغسطس 1984. وكان الحزب عاد الى حمل السلاح مجدداً منذ حزيران يونيو الماضي بعد وقف لإطلاق النار من جانب واحد استمر خمس سنوات. واستطاع ان يكثف هجماته وينوعها أخيراً، لتشمل ايضاً عدداً من المدن التركية الكبرى مثل اسطنبول ومرسين، اضافة الى منتجعات البحر الابيض المتوسط، حتى تحولت هجماته الى ظاهرة وتجاوز عدد القتلى من الحزب و الاتراك خلال الشهرين الماضيين ال 250 شخصاً. وتستمر هجمات الكردستاني على رغم وعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحل المسألة الكردية بمزيد من الديموقراطية، وعلى رغم مطالبة عدد كبير من المثقفين الاتراك والاكراد الحزب بوقف عملياته والافساح في المجال امام مبادرة حكومية. غير ان مصادر"الكردستاني"تشير الى انه لن يوقف هجماته قبل ان يوقف الجيش التركي اولاً، عملياته ضد عناصره داخل تركيا. كما ان وعود اردوغان لم تحمل الكثير بالنسبة الى الحزب، ذلك ان رئيس الوزراء شدد على ان تفصل انقرة بين المسألة الكردية وحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره ارهابياً لا مجال للتفاوض معه، فضلاً عن كونه لا يمثل الاكراد في تركيا. وبالتالي، فإن مطالب الحزب بإصدار عفو عام عن عناصره والإفراج عن زعيمه عبدالله اوجلان وبحث حل فيدرالي للقضية الكردية، لا تلقى اي استجابة من انقرة. ويشير مراقبون الى ان الحزب مهدد بفقدان السيطرة على عناصره في حال عاد الى وقف اطلاق النار او في حال جمد نشاطاته، بسبب طبيعته الثورية والظروف التي يعيشها عناصره في الجبال.