أبرز معلقون سياسيون أمس، ظهور تصدع في قدرة المرشحة المسيحية لمنصب المستشار آنغيلا مركل على القيادة، بعدما أذعنت في الاجتماع الطارئ الذي عقدته مع قيادة الحزب وعدد من رؤساء حكومات الولايات المسيحية أمام المنتفضين على مرشحها لوزارة المالية باول كيرشهوف الذي أرعبت طروحاته المالية قسماً كبيراً من الناخبين وأبعدته عن الحزب. ورأى المراقبون أيضاً ان اسراع مركل الى القبول بطلب المنتفضين في ضم غريمها الخبير المالي فريدريش ميرتس الذي سبق وأطاحته من رئاسة الكتلة النيابية، الى جانب كيرشهوف، ضمن فريقها الانتخابي، ليس إلا دليل ضعف في قيادتها لا يقلل منه تأكيد تمسكها بترشيح كيرشهوف وزيراً للمال. واعتبروا ان هذه الخطوة التي تهدف الى استعادة ثقة الناخبين بالحزب، تعكس في الوقت نفسه، قدراً من البلبلة وتوتر الأعصاب بعدما أظهر معهد"ايمند"القريب من المسيحيين في استطلاعه أمس، تقارباً شديداً في الأصوات بين الحكومة والمعارضة. وفي كل الأحوال يعتقد المراقبون ان التجاذب الحاصل الآن داخل الاتحاد المسيحي نفسه حول كيرشهوف، سيسبب ضرراً إضافياً، لأن من غير الممكن للناخب أن ينتخب حزباً يختلف قادته حول شخص مرشح لأن يتسلم إحدى أهم الحقائب الوزارية. وقبل ثلاثة أيام من موعد الانتخابات الأحد المقبل، واصلت الأحزاب الألمانية طرح برامجها في حملات انتخابية ستتوج كل منها على حدة في مهرجان ضخم للأنصار والمحازبين بعد غد السبت. وكرر كل من المستشار الألماني غيرهارد شرودر ومنافسته مركل أمس، رفض فكرة"التحالف الكبير"بينهما. ودعا شرودر الحزبيين الى التركيز بدلاً من ذلك على كسب أكبر عدد من أصوات الناخبين للفوز بالانتخابات سوياً مع حزب الخضر، حليفه الحالي في الحكومة. كما شددت مركل على ان حليفها الطبيعي هو الحزب الليبرالي الذي رفض مثله مثل حزب الخضر أي"تحالف ثلاثي"يضمهما سوياً مع الحزب الاشتراكي أو الاتحاد المسيحي. أما حزب اليسار الجديد فيواصل مسعاه للحصول على المرتبة الثالثة في عدد الأصوات وفي البرلمان، على رغم أن شعبيته تراجعت بدورها من 12 الى 9 في المئة خلال الاسبوعين الماضيين. ودعا 2200 نقابي عمالي في إعلانات نشرت في صحف أمس، الناخبين للتصويت لهذا الحزب الذي يتهم شرودر بخيانة مصالح العمال والفئات الشعبية ويرفض التحالف مع حزبه لهذا السبب. مركل وإسرائيل الى ذلك، أشادت مركل في مقابلة مع صحيفة"هاآرتس"الاسرائيلية أمس، بعلاقات بلادها مع اسرائيل، معتبرة اياها"كنزاً ثميناً لا بد من الحفاظ عليه". ومدحت مركل قرار رئيس الحكومة آرييل شارون بالانسحاب من قطاع غزة معتبرة أن خطوته هذه"تحمل الكثير من الشجاعة"، وانها تنظر لهذا السبب"بتفاؤل الى المستقبل"وقوّمت الصحيفة كلام مركل على انها"اشارة ايجابية تنم عن التزام شخصي منها"لتلحظ في انتقاد غير مباشر، أن"المستشار شرودر اعتمد في قضايا الشرق الأوسط على وزير خارجيته يوشكا فيشر".