بدأت منتصف ليل الاحد - الاثنين عملية"فك الارتباط"الاسرائيلي مع قطاع غزة حيث انتقل جنود من بيت الى بيت ليبلغوا المستوطنين بأن امامهم مهلة 48 ساعة لمغادرة المكان طوعاً وإلا سيتم اخراجهم بالقوة اعتباراً من صباح الاربعاء. راجع ص5 وطوال يوم أمس، كانت ارتال من السيارات والشاحنات تغادر المستوطنات وتصطف عند معبر"كيسوفيم"في غزة في طريقها الى اسرائيل، في وقت أعلنت السلطات الاسرائيلية حال التأهب في محيط المسجد الأقصى في القدسالمحتلة حيث تجمع آلاف المسلمين لحماية المسجد من يهود متطرفين هددوا باقتحامه. ومع بدء العد التنازلي للاخلاء القسري المقرر الاربعاء، جهدت السلطة الفلسطينية لاستكمال الترتيبات لتأمين انسحاب هادئ، فأعلنت التوصل الى اتفاق مع الجانب الاسرائيلي على نشر 7500 شرطي فلسطيني قرب المستوطنات في قطاع غزة بهدف ضرب طوق أمني لمنع الناشطين من شن هجمات خلال الانسحاب، وأيضاً لمنع الفلسطينيين من اقتحام المستوطنات بعد اخلائها والقيام بعمليات نهب. ولوحظ ان مستوطنين اقدموا امس على احراق ممتلكاتهم قبل المغادرة. كما حددت السلطة الفلسطينية ثمانية مواقع في قطاع غزة سيعين في كل منها مسؤول كبير على مستوى وزير ليتولى الشقين الأمني والمدني. وقال رئيس الوزراء أحمد قريع عقب اجتماع لمجلس الوزراء ان الحكومة ناقشت عملية استلام ما هو موجود على اراضي المستوطنات ومشاركة التنظيمات الفلسطينية ومندوبين عنها في لجان الاستلام، اضافة الى مشاركة طرف ثالث، مشيراً الى توجيه رسالة الى مبعوث اللجنة الرباعية للاشراف على الانسحاب جيمس ولفنسون لانتداب شخص ليشارك في هذه المهمة. وفي اطار الاستعدادات الفلسطينية ايضاً، تم التوصل الى صيغة مشتركة بين الفصائل الفلسطينية والسلطة لتجسيد الشراكة السياسية من خلال التوصل الى تشكيل ما سيعرف ب"اللجنة الوطنية لمتابعة ملف الانسحاب". وأوضح عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"الدكتور رباح مهنا ل"الحياة"انه تم الاتفاق على ان اللجنة المشكلة من تسعة مندوبين يمثلون عدداً من القوى الوطنية والاسلامية،"ليست بديلاً من السلطة، كما انها ليست ادارة مستقلة للقطاع بالبعد السياسي، بل هي اطار وطني لتعزيز الشراكة السياسية". وأشار الى ان مهمات اللجنة تنحصر في انها"جهة للتشاور مع السلطة لضمان اطلاع الفصائل على ملف الانسحاب بما يضمن الشراكة والشفافية، اضافة الى وضع الضوابط لحسن التصرف في ملف الانسحاب خصوصاً الأراضي". من جهة أخرى، واصلت القيادة العسكرية الاسرائيلية تكرار تعليماتها للجنود بالتعامل بالحسنى وبلطف مع المستوطنين خلال الاخلاء. وقال رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان حلوتس في اجتماع للمسؤولين العسكريين عن عملية الانسحاب:"لسنا في الطريق الى خوض معركة. لسنا في حال حرب ولم يطلب منا ان نحقق النصر. لم يطلب منا ان نخضع أياً كان. وفي النهاية لا نريد سوى مد اليد لاشقائنا". واضاف متوجها الى القوة التي ستشرف على الانسحاب وقوامها 40 الف رجل:"يتعين علينا ان نقوم بالمهمة بأقصى ما يمكن من الهدوء وتجنب العنف".