حذّرت السلطات في سيدني من تجدّد المواجهات العرقية، مع استمرار تبادل رسائل نصية عبر الهواتف الخلوية، تحض على العنف. وقال مفوض شرطة نيو ساوث ويلز كارل سكالي في مؤتمر صحافي:"نتوقع مزيداً من المشاكل". وجاء ذلك على رغم ليل هادئ إلى حد كبير، الثلثاء-الأربعاء، بعدما ضاعفت الشرطة دورياتها في الضواحي المضطربة. غير أن حريقاً اندلع في قاعة كنيسة للبروتستانت لم تحدد علاقته بالاضطرابات، أثار مخاوف من عودة التوتر. وسارعت الشرطة إلى تشديد إجراءات حراسة الكنائس في سيدني. ترافق ذلك مع إطلاق عيارات نارية على سيارات أمام إحدى المدارس الابتدائية، خلال قداس للأطفال في الضاحية ذاتها. وحدّدت جلسة خاصة لبرلمان ولاية نيو ساوث ويلز في جنوب البلاد، خصصت لتمرير قوانين تهدف إلى وضع حد للعنف، تشدد بموجبها عقوبة السجن المتعلقة بالشغب من 5 إلى 15 سنة، كما ستضاعف العقوبة الخاصة بالشجار والقتال في الشوارع إلى السجن 10 سنوات. وقال رئيس وزراء الولاية موريس إيما إن"الشرطة ستولي اهتماماً خاصاً بدور العبادة وكنائسنا ومدارسنا، يتعين علينا توخي الحذر، لن يدمر أولئك المشاغبون والمجرمون نسيج مجتمعنا". هدوء وبعد عملية ضخمة، تمكنت الشرطة من استعادة الهدوء في ضواحي سيدني الساحلية، وحضت زعماء الطوائف على المساعدة في تهدئة التوتر، تحسباً لتجدد أعمال العنف بين متحدرين من أصول لبنانية وبين مجموعات من الشبان البيض المتطرفين الذين يطالبون بحقهم ببعض الشواطئ الخاصة بهم. وتولت حواجز الشرطة تفتيش عشرات السيارات في الضواحي، وألقت القبض على 26 شخصاً. وأصيب العشرات في يومين من العنف، ولحقت خسائر بعشرات المتاجر والمطاعم. وقال مساعد مفوض الشرطة مارك غودوين إن انتشار رجال الشرطة المتزايد الذي ضمن الهدوء ليل أول من أمس، سيستمر إلى أجل غير مسمى، مضيفاً:"صدمت وشعرت بالاستياء من حوادث العنف الأخيرة". وحضّ"زعماء الطوائف على مواصلة الحوار". وكانت أعمال عنف اندلعت على نطاق واسع في ضواحي سيدني الأحد الماضي، عندما هاجم آلاف الأفراد من الأنغلوساكسون أستراليين من أصول شرق أوسطية في ضاحية شاطئ كرونولا، رداً على خلاف بين مراهق لبناني ورجل إنقاذ أبيض. وانتقلت أعمال العنف إلى أجزاء أخرى من المدينة، ما أسفر عن إصابة أكثر من 30 شخصاً بينهم ضباط من الشرطة. واستمر العنف ليل الاثنين، على رغم دعوة رئيس الوزراء الأسترالي جون هاوارد وشخصيات أخرى إلى التزام الهدوء والتسامح العرقي.