أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس عن قرب التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن قضايا ما بعد الانسحاب من قطاع غزة خصوصاً معبر رفح، صلة الوصل الوحيدة التي تربط غزة بالعالم الخارجي. وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مقر المقاطعة في رام الله:"اليوم طرحنا قضايا غزة وعدم تحويلها إلى سجن وضرورة فتح معبر رفح، ونحن بصدد اتفاق على هذا الخصوص". واستدرك يقول:"هناك ملاحظات على هذا الاتفاق لكنها لن تعيق توصلنا إلى اتفاق قريب". وكشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى أن منسق اللجنة الرباعية جيمس وولفنسون قدم اقتراح حل وسط للجانبين بشأن قضايا الحركة من قطاع غزة وإليه وأن الجانب الأميركي وافق على الانخراط في مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية تتمحور حوله. ويتضمن هذا الاقتراح نقل ما يجري في معبر رفح إلى مكتب ارتباط يتألف من ممثل إسرائيلي وآخر فلسطيني وثالث أوروبي على أن تكون المسؤولية العليا فيه للممثل الأوروبي. وكانت إسرائيل تصر في السابق على أن تتلقى بثاً مباشراً على مدار الساعة من كاميرات مثبتة في المعبر. ويقضي المخرج الجديد بأن يوجه البث إلى مكتب ارتباط ثلاثي وليس إلى الجانب الإسرائيلي. وأشار كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات إلى أن النقطة المركزية التي ما زالت عالقة بين الجانبين تتعلق في منع من تسميهم إسرائيل"المشبوهين"إلى المعبر. واضاف:"إسرائيل تقول إنها صاحبة القرار في ذلك مثل منعهم من السفر أو المطالبة باعتقالهم، بينما نقول نحن إن الجانب الفلسطيني هو صاحب القرار". ويقضي الاقتراح المقدم من ولفنسون بأن يكون القرار للجنة الثلاثية المؤلفة من ممثلين عن الجانبين إضافة إلى ممثل عن الاتحاد الأوروبي. ونص اقتراح وولفنسون على تشغيل المعابر الأخرى التي تربط قطاع غزة بالضفة مقترحاً أن يبدأ تشغيل نظام المواكب بين جزئي الأراضي الفلسطينية الشهر المقبل وأن يفتح معبر كارني التجاري أمام الشاحنات بمعدل 150 شاحنة يومياً. ويقول مسؤولون فلسطينيون انهم اضطروا للموافقة على الاقتراحات المقدمة من وولفنسون بسبب تحول قطاع غزة إلى سجن. وقال مسؤول فضل عدم ذكر اسمه:"عدم موافقتنا على هذه الاقتراحات سيبقي قطاع غزة سجناً مغلقاً للمواطنين وللمنتجات". وقال هذا المسؤول ان وزير المالية سلام فياض قدم للوزيرة رايس حبات من الفلفل الأخضر قال لها انها ثمرة إنتاج الدفيئات الزراعية في غزة التي تسلمتها السلطة من إسرائيل، مشيراً لها إلى أن السلطة ليست قادرة على تصديرها للخارج بسب القيود الإسرائيلية. وشددت اسرائيل بصورة ملحوظة من قيودها على الحركة من قطاع غزة وإليه منذ انسحابها منه في أيلول سبتمبر الماضي. وقالت تقارير محايدة أعدها ممثل اللجنة الرباعية ان عدد شاحنات البضائع التي تدخل وتخرج من غزة واليها انخفض من 50 شاحنة إلى 20. وقال منسق الرباعية في تقرير صدر اخيراً ان القطاع في حاجة لإخراج 150 شاحنة من البضائع يومياً، مشيراً إلى بدء مواسم التصدير الزراعي من القطاع لدول الاتحاد الأوروبي. وسعت وزيرة الخارجية الأميركية في زيارتها الأراضي الفلسطينية الى تحقيق اختراق في المفاوضات بين الجانبين بشأن معبر رفح لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب تشدد الجانب الإسرائيلي في قضايا الأمن. وكانت رايس في زيارة لإسرائيل للمشاركة في إحياء ذكرى مرور عشر سنوات على اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحق رابين، وكانت زيارتها لرام الله بمثابة وقفة عبور. وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع عباس جددت رايس مطالبتها السلطة بإدانة ومكافحة ما أسمته ب"الإرهاب"، مشيرة إلى أن ذلك من ضمن التزاماتها بموجب خريطة الطريق.