يتواصل العمل في كردستان العراق بمشروع مياه أربيل، من جانب شركة فلوراميك الأميركية بكلفة 140 مليون دولار، لتوفير المياه الصالحة للشرب إلى نحو مليون شخص في المدينة. وكان العمل في المشروع بدأ العام الماضي، وهو أكبر مشاريع المدينة من حيث السعة والكلفة. وأوضح وكيل وزارة البلديات في حكومة كردستان باربيل، دلنيا محمد علي ل"الحياة":" إن المشروع يمول من المنحة الأميركية المخصصة لإعمار العراق، وبإشراف من المديرية العامة للماء والمجاري في أربيل"، مضيفاً"أن أربيل كانت بأمس الحاجة إلى مثل هذا المشروع، بسبب الزيادة السكانية غير المتوقعة التي شهدتها المدينة". وأشار إلى أن"مشروع الإفراز الجديد يعمل بسعة عشرة آلاف متر مكعب في الساعة، إلا أنه، وبسبب عدم كفاية المنحة المالية للمشروع، يجري العمل حالياً على أساس ستة آلاف متر مكعب، وبمعدل مئتي ليتر للفرد الواحد. وينفذ المشروع على أساس تغذية أربيل حتى عام 2020، وبنسبة زيادة تقدر ب 4 في المئة". وأضاف"أن إدارة أربيل ستتكفل بتأمين الأربعة آلاف متر مكعب المتبقية من سعة المشروع الكاملة، في حال عدم الحصول على المنحة الكافية لإكماله". ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل التجريبي للمشروع في آذار مارس من العام المقبل، في حين يبدأ التشغيل الفعلي في حزيران يونيو. وعزا وكيل الوزارة أسباب الزيادة السكانية غير المتوقعة التي شهدتها أربيل إلى النزوح السكاني الكبير من القرى والأطراف القريبة البعيدة عنها. يشار إلى ان أول مشروع إفراز للمياه أقيم في أربيل عام 1969، من جانب إحدى الشركات الأجنبية بطاقة إنتاجية حجمها 400 متر مكعب بالساعة، عندما كان عدد سكان أربيل لا يتجاوز 100 ألف شخص. وكان المفترض بالمشروع القديم أن يغطي حاجة المدينة حتى عام 1985، إلا أن الزيادة السكانية كانت أكبر من المتوقع، حيث ارتفع عددهم إلى 240 ألفاً في عام 1985، ووصل عام 1995 إلى 411 ألف نسمة، ثم إلى 850 ألفاً حالياً، لكن العدد يصل في النهار إلى المليون بسبب وفود العمال إلى المدينة من أطرافها القريبة. من جهته، قال المدير العام للمجاري والماء في أربيل نهاد عزت الدين ل"الحياة":"إن مشروع الإفراز الجديد يغطي 60 في المئة من حاجة مدينة أربيل، وأن المديرية هي الجهة المشرفة عليه". ومعروف أن أربيل منطقة غنية بالمياه الجوفية بسبب مياه الأمطار والثلوج التي تغذيها بشكل مستمر، وأول بئر تم حفره فيها كان عام 1927 بعمق 26 متراً. ويصل حالياً عدد آبار المياه الجوفية المحفورة في المدينة إلى 400. وكان المفروض أن لا تزيد على ال 150 بئراً، إلا أن منسوب المياه الجوفية اصبح اكثر عمقاً وبلغ 150 متراً، بعد أن كان 30 متراً. ودعا دلنيا"إلى إيقاف 50 في المئة من آبار المياه الجوفية التي كانت تغطي نسبة 65 في المئة من حاجة المنطقة للمياه وتخصيصها للري". وكان مشروع الإفراز القديم يغطي ما نسبته 35 في المئة من حاجة أربيل.