عقد رؤساء مجالس إدارات المصارف في المملكة اجتماعاً أمس في مقر البنك المركزي الأردني لبحث أوضاع المصارف المحلية ودور القطاع المصرفي في المملكة عقب أيام من تفجيرات دامية في ثلاثة من فنادق عمان الكبرى. وبحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا فإن المجتمعين شددوا على أن التفجيرات لن تؤثر في مسيرة الوطن في شكل عام وعلى الاقتصاد في صورة خاصة"لأن الاقتصاد الوطني بني على إصلاحات شاملة وجو استثماري منفتح وجاذب وسياسات اقتصادية ونقدية حافظت على استقرار الأسعار واستقرار سعر صرف الدينار". وأضافت بترا إن المجتمعين"قرروا اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات أمنية واستخدام الأجهزة الحديثة لمنع أي محاولات للنيل من سلامة هذه المؤسسات لتتمكن من القيام بدورها على أكمل وجه". وكان اجتماع رؤساء مجالس إدارات المصارف جزءاً من عدد من الأنشطة التي قام بها ممثلو القطاعات الاقتصادية المختلفة رداً على عمليات التفجير الأخيرة فور وقوعها، فقد شهدت المملكة خلال الأيام التي تلت وقوع التفجيرات يوم الأربعاء الماضي اجتماعات وإعلانات في الصحف وتصريحات لقادة الجمعيات والاتحادات التي تمثل هذه القطاعات تعبر كلها عن تصميمها على التصدي للإرهاب الذي مثل بالتفجيرات الأخيرة تطوراً مهماً باستهدافه الاقتصاد الأردني ممثلاً بقطاع السياحة. وشارك في هذه الأنشطة بعض كبار المستثمرين العرب والمحليين من بينهم ممثلون عن البنك العربي، أكبر المصارف الأردنية وأحد أكبر المصارف العربية، وشركة أوجيه الأردن التي يترأس مجلس إدارتها السيد بهاء الحريري، نجل رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، وشركة سرايا الأردن للتطوير العقاري التي يملك النسبة الأكبر فيها بهاء الحريري وشركة دبي إنترناشنال والشركة الأردنية الكويتية القابضة وغيرهم من المستثمرين. ونشر السيد عصام جناحي الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي إعلاناً في الصحافة المحلية جدد فيه ثقته في مناخ الاستثمار في المملكة، مؤكداً"أن خطة الاستثمار التي طرحها بيت التمويل الخليجي وشركاؤه مستمرة بحسب البرنامج الزمني المحدد". وينفذ بيت التمويل الخليجي، وهو أحد أكبر المصارف الإسلامية في المنطقة ومقره البحرين بشراكة استراتيجية مع الشركة الكويتية للتمويل والاستثمار وأمانة عمان الكبرى مشروع"بوابة الأردن"بكلفة تناهز البليون دولار. وتمثل هذه الأنشطة التي لا تزال مستمرة رد القطاعات الاقتصادية المختلفة على التفجيرات التي استهدفت قطاعاً مهماً من قطاعات الاقتصاد الأردني هو قطاع الفنادق الذي تقدر نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 12 في المئة. وفي هذا الإطار، حضر إلى الأردن كيرت ريتر، رئيس مجلس إدارة سلسلة فنادق رايسون ساس التي كان فندقها في عمان هدفاً لإحدى عمليات التفجير الثلاث الأخيرة، وأعلن في مؤتمر صحافي أن إدارة سلسلة الفنادق العالمية ستواصل تواجدها على الأرض الأردنية. كما أكد أكثر من مسؤول في القطاع السياحي أن تأثير التفجيرات في القطاع السياحي لم يكن ذا بال وبخاصة قطاع الفنادق. وقال السيد ميشيل نزال رئيس جمعية الفنادق الأردنية الذي يملك النسبة الأكبر من فندق راديسون ساس"إن حجم إلغاء الحجوزات في الفنادق الأردنية لا يكاد يذكر". وكان قطاع الفنادق تحديداً من أكثر قطاعات الاقتصاد الأردني نشاطاً خلال الأعوام العشرة الماضية وبخاصة في أعقاب الازدهار الذي شهده قطاع السياحة في العام 1995، أي عقب عام من توقيع اتفاق وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل. ويقدر عدد الفنادق المصنفة في المملكة بنحو 472 فندقاً ما بين مصنف وغير مصنف تحتوي على ما يناهز 22 ألف غرفة فندقية. ويقدر عدد المطاعم السياحية بنحو 448 مطعماً. وأشارت أرقام صادرة عن وزارة السياحة والآثار إلى أن دخل المملكة من إيرادات قطاع السياحة في النصف الأول من العام الجاري ارتفع إلى نحو 420 مليون دينار من 379.5 مليون دينار في الفترة نفسها من العام الماضي، اي بزيادة نسبتها 10.7 في المئة، كما زاد عدد السياح الذين زاروا المملكة خلال النصف الاول من العام الحالي إلى نحو 2.3 مليون سائح من 2.1 مليون سائح في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 9.5 في المئة. پپ