طاولت التحقيقات في فضيحة برنامج"النفط للغذاء"رئيس غرفة التجارة الفرنسية - العربية، السفير السابق سيرج بوادفيه. وأفادت صحيفة"لو جورنال دو ديمانش"ان القاضي فيليب كوروا قرر الخميس الماضي وضع بوادفيه قيد التدقيق بتهمة الفساد وسوء استخدام نفوذه. وكان اسم بوادفيه، وهو من الديبلوماسيين الفرنسيين الوثيقي الاطلاع على أوضاع العالم العربي، ورد في لائحة الشخصيات التي استفادت من كميات من النفط وزعها الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وبلغت حصة بوادفيه على ما قيل 32.6 مليون برميل في الفترة الواقعة بين 1998 و2002، كما لعب دور الوسيط في عمولات حصل عليها مسؤولون عراقيون من مجموعة"توتال"النفطية. ورفض مصدر في غرفة التجارة الفرنسية - العربية التعليق على الاجراء القضائي، واكتفى بالقول خلال اتصال مع"الحياة"ان الديبلوماسي يزوال عمله رئيساً للغرفة. ومن جانبها رفضت وزارة الخارجية التعليق على الموضوع، مشيرة الى انها لا تعلق على ملفات قضائية، وان بوادفيه ديبلوماسي متقاعد منذ 1993. ولكن بوادفيه على رغم تقاعده، حافظ على نشاط ملحوظ، اذ انه عمل قبل توليه رئاسة غرفة التجارية الفرنسية - العربية مستشاراً لدى احدى الشركات النفطية الدولية، ويعد ربما الفرنسي الوحيد الذي زار العراق قبيل الاجتياح الاميركي لهذا البلد. وأفادت صحيفة"لو جورنال دو ديمانش"ان بوادفيه اكد أمام القاضي كوروا، ان ورود اسمه في لائحة اسماء المستفيدين من هبات صدام حسين مرده الى نشاط"اللوبيينغ"الذي كان يقوم به، من دون المزيد من التفاصيل. وتأتي المتاعب القضائية التي يواجهها بوادفيه في اعقاب سيرة مهنية حافلة، عمل في اطارها مستشاراً لدى وزير الخارجية السابق ميشال جوبير ومن ثم مستشاراً لدى الرئيس جاك شيراك، عندما كان رئيساً للحكومة الفرنسية بين 1974 و1976، ثم تولى سفارات فرنسية عدة في كل من وارسو ونيودلهي وبون، كما شغل منصب الأمين لوزارة الخارجية الفرنسية، واعتبر من المدافعين عن العراق أثناء فترة الحظر الدولي.