احتل التين مكانة خاصة عند كل الناس فقراء وأغنياء في شتى العصور. ولا غرابة في هذا فهو ثمرة صيفية من الطراز الرفيع. الأشوريون عرفوه واستعملوه في صنع الحلويات، وأبو الطب أبقراط أوصى به لعلاج ارتفاع الحرارة، وغاليان نصح الرياضيين به، أما كليوباترة ملكة مصر فكان للتين عندها منزلة خاصة. والعلامة الكبير ابن سينا لم ينس التين في كتابه"القانون"وقال عنه بأنه مفيد للحوامل والرضع، وأبو بكر الرازي ذكره في كتابه"الحاوي"اذ قال عنه انه مفيد في تقليل حوامض الجسد وفي دفع اضرارها عنه، والفينيقيون صنعوا من التين لصقات لشفاء البثور وكذلك الفراعنة عملوا منه عقاراً لعلاج آلام المعدة. ان للتين مزايا وصفات غذائية وصحية جمة سنحاول التطرق الى أهمها: - ان مئة غرام من التين الطازج تعطي طاقة تقدر ب 75 سعرة حرارية وهي طاقة معقولة تسمح لكل فئات الناس ان ينهلوا منه دون خوف على اوزانهم، عدا هذا فالتين لا يحتوي الا على كمية ضحلة من الدهن 0.2غ/100غ اما الكولسترول فلا أثر له على الاطلاق. - التين غني بالألياف والجميع يعرف أهمية هذه الاخيرة على اكثر من صعيد فهي الصديق الحميم للجهاز الهضمي اذ تفيد في تضخيم حجم الكتلة البرازية فتؤمن حسن سير الفضلات في الامعاء وبالتالي طرحها بسهولة، وللألياف دور في إبعاد شبح الامساك وفي الوقاية من سرطان الامعاء، كما ان للألياف اهمية في خفض مستوى الكولسترول في الدم وبالتالي إبعاد خطر التعرض للأمراض القلبية الوعائية التي باتت القاتل الاكبر في الكثيرمن البلدان. ان الانسان يحتاج يومياً الى نحو 25 غراماً من الألياف لكنه وللأسف لا يأخذ وسطياً اكثر من 10 الى 15 غراماً، والسبب في هذا توجه الناس صوب الاغذية الغنية بالطاقة والاغذية المصفاة التي تحمل اضراراً ما بعدها اضرار. ان تناول 3 حبات من التين تؤمن للجسم 5 غرامات من الألياف أي ما يقارب العشرين في المئة من الحاجة اليومية الموصى بها، وهذه الكمية على رغم تواضعها لها أثر ايجابي كبير على الجسم. - يعتبر التين مصدراً غنياً بالمعادن ويحتل معدن البوتاسيوم دور الطليعة بينها اذ يشكل 40 في المئة من نسبة المعادن المتواجدة فيه، وللبوتاسيوم دور الصدارة في حماية الجسم من اهم قاتل صامت في عصرنا هذا وهو ارتفاع الضغط الشرياني الذي كثيراً ما يحل على صاحبه خلسة من دون علم به ولا خبر الى ان يكتشف بالصدفة او بعد ان يكون قد بطش بأحد أهم الاعضاء حيوية في الجسم. وهناك تحريات عدة بينت فائدة الاغذية الغنية بالبوتاسيوم في الحفاظ على مستوى الضغط الشرياني في حدوده الطبيعية وفي الوقاية من خطر التعرض للحوادث الدماغية الوعائية. ان البوتاسيوم يمارس عمله ضد ارتفاع الضغط من خلال آليتين: الاولى بوقوفه حجر عثرة امام تجمع وتكدس صفائح الكولسترول السيئ على باطن الشرايين، والثانية تقوم على اجبار معدن الصوديوم الفائض للانتقال من داخل الخلايا الى خارجها مسهماً بذلك في الحفاظ على توازن السوائل ما بين الوسطين الداخلي للخلايا والوسط الخارجي لها وهذا له اكبر الأثر في ابقاء ارقام الضغط ضمن الحدود المعترف بها طبياً. والى جانب معدن البوتاسيوم يحتوي التين على الكلس 60 ملغ/100غ وهي كمية تفوق تلك المتوافرة في البرتقال. أيضاً يوجد في التين معادن اخرى مثل الفوسفور والمغنيزيوم والحديد والزنك والنحاس والمنغنيز والفلور والسيلينيوم واليود والبور. - يحتوي التين على تشكيلة جيدة من الفيتامينات وخصوصاً الفيتامين ب6 الذي يعتبر وجوده أساسياً لاستقلاب البروتينات ولتفعيل آلية صنع الكريات الحمر وفي تركيب الناقلات العصبية، كما ان للفيتامين ب6 أهمية في تسهيل امتصاص معدن المغنيزيوم وزيادة الافادة منه. - تحتوي ثمار التين على سكاكر متعددة من بينها سكر الغلوكوز وسكر الفركتوز اضافة الى نسبة معينة من الاحماض العضوية. - يصنع من التين شراب يفيد في تليين الامعاء وبخاصة عند الاطفال. - ان منقوع ثمار التين يفيد في علاج التهاب الجهاز التنفسي وفي تهدئة السعال وفي تخفيف وطأة الآلام الناتجة عن التهابات الحلق والبلعوم. - بالمختصر المفيد ان التين نافع في تنظيم أرقام الضغط الشرياني وخفض مستوى كولسترول الدم وفي الوقاية من سرطان الامعاء وفي استقلاب البروتينات وصنع الكريات الحمر وفي مناهضة الالتهابات التنفسية وفي تركين اوجاع الحلق والبلعوم... وفي مكافحة الامساك فتناول بضع حبات من التين على الريق أفضل من الف مليّن دوائي وهذه الميزة توجد في التين، طازجاً أم جافاً.