يستعد العراق لاطلاق مشروع ضخم لبناء سكك حديد، تربطه بآسيا وأوروبا. ويموّل المشروع من ميزانية الحكومة العراقية، بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان في اربيل، وشركة"تيرا"الأميركية، التي تشرف على دراسته وتصاميمه. وأوضح المسؤول عن ملف السكك الحديد في وزارة النقل والمواصلات، في حكومة كردستان، أزاد عمر موسى، ل"الحياة"، إن الهدف من المشروع هو"ربط العراق بالدول الآسيوية والأوروبية من خلال كردستان العراق". وأشار إلى ان المشروع يتضمن أربع وجهات، كركوك-أربيل-الموصل-دهوك وأربيل-زاخو- دهوك-تركيا، وأربيل-حرير وحرير-حاج عمران". وأكد ان وفدا كردستانيا سيتوجه إلى تركيا، لمناقشة ربط شبكة السكك الحديدية بالشبكة التركية، موضحاً ان المشروع جاء بعد نقاشات ودراسات طويلة مع الحكومة العراقية وشركة"تيرا"الأميركية، والى أن الخطة الأولى كانت تقوم على مفهوم ربط مدينة أربيل باتجاه واحد كمرحلة أولى، كأن تكون أربيل- كركوك، أو أربيل-الموصل،"ولكن توصلنا إلى ربط أربيل باتجاهين هما أربيل-كركوك، وأربيل-الموصل في آن واحد، عبر موقع المصفاة النفطية والمستودعات النفطية التي لا زالت قيد التنفيذ في منطقة اسكي كلك". وأشار إلى:"ان الخطة الأولى كانت تتضمن ربط الموصل بدهوك كمرحلة ثانية، وربط دهوك بسوريا مروراً بزاخو. لكن الخطة تغيرت ليصبح الاتجاه: أربيل-دهوك-زاخو-تركيا، وأربيل-حرير". وشدد على"الأهمية الاقتصادية والحيوية، للاتجاه الذي يربط أربيل بمنطقة حرير 70كيلو متراً شمال شرق أربيل، بسبب كثرة المصانع، وقربها من سد بيخمة، الذي يؤمل الانتهاء من بنائه قريباً، بالإضافة إلى وجود مطار فيها غير عامل حالياً. وأعتبر أن الاتجاه الذي يربط بين حرير وحاج عمران 170كيلو متراً شمال شرق أربيل، سينعش التجارة مع إيران، بسبب وقوع منطقة حاج عمران على الحدود معها. وقال موسى، ان الحكومة الكردستانية تنظر بأهمية كبيرة إلى المشروع انطلاقا من"عدم وجود شبكة طرق برية ذات مواصفات عالية تستوعب احتياجات الإقليم الحالية، إضافة إلى ضرورة إيجاد طرق برية أخرى تستوعب جزءاً من الاختناقات المرورية الكبيرة في الشوارع، بعد تزايد عدد السيارات في الإقليم، كما ان هذا النوع من المشاريع الحيوية والإستراتيجية ينعش، الوضع الاقتصادي والسياحي في كردستان". وفي ما يتعلق بمناطق العراق الأخرى التي سيشملها المشروع قال موسى:"هناك خطان آخران للسكك الحديد، أحدهما سيبدأ من بغداد، واصلاً العراق بالأردن بعد مروره بكربلاء والناصرية والبصرة الشطر الغربي، وخط جديد سيكون من البصرة إلى بغداد، مروراً بالكوت والعمارة الشطر الشرقي". ولم يستبعد موسى أن تمول الحكومة المشروع، الذي تقدر كلفته بعدة بلايين من الدولارات، من المبالغ التي قدمتها الدول المانحة للعراق. وحول الخط الذي يربط العراق بسوريا قال:"هناك خط قديم بين الموصل وسوريا، يمر عبر ربيعة، ويرتبط بشبكة خطوط سكك الحديد السورية، ولا زال قائماً حتى الآن، إلا أنه لا استخدامه بسبب سوء الأوضاع الأمنية في تلك المناطق".