يستعد العراق ليصبح بعد سبع سنوات"عقدة مواصلات استراتيجية"، بفضل خطة طموحة لتطوير شبكة من خطوط سكك الحديد يتجاوز طولها ألفي كيلومتر بكلفة إجمالية تُقدر ب4 بلايين دولار. لكن مشاريع سكك الحديد الطموحة هذه تصطدم بقلة المخصّصات لها من الدول المانحة، والتي لم تتجاوز 210 ملايين دولار وأُقرت في مدريد. ويعتزم العراق تأهيل خطوط سكك الحديد العراقية للاتصال بأوروبا عبر خط كركوك - أربيل بما يتيح الوصول الى موانئ المتوسط، عبر تطوير خط القائم - دير الزور في سورية، ويفتح آفاق الشرق ويربط العراق بالشبكة الايرانية. وقال مدير"الشركة العامة للسكك الحديد العراقية"، خميس الربيعي، ل"الحياة"، ان العراق يشيّد"شبكة استراتيجية"لسكك الحديد للوصول الى شواطئ المتوسط وأوروبا، وكشف عن دراسة لمد خط يربط بين أم قصر والكويت والخليج. وأوضح ان العراق سيرتبط بالمتوسط عبر خط بغداد - القائم فدير الزور والبوكمال، لافتاً إلى ان الجانب السوري نفّذ آخر عشرين كيلومتراً متبقية من جانبه لإكمال ربط خط الحديد المشترك بموانىء المتوسط. ووصف هذا الإنجاز بأنه"أقصر نقطة تربط العراق بالمتوسط". وأضاف ان"سورية منحت اعفاءات جمركية على البضائع العراقية بنسبة 80 في المئة"، مشيراً إلى ان النفط الأسود يُنقل بين بيجي شمال شرق العراق إلى تركيا عبر الأراضي السورية بمعدل حمولة قطار تبلغ الف طن من النفط يومياً. وذكر أن هناك اتفاقاً آخر لنقل 25 الف طن من الحنطة السورية إلى العراق من أصل خمسين الف طن اخرى عبر الخط المذكور. وأشار الربيعي أيضاً إلى اتفاق نقل مشترك أبرمه العراق مع تركيا بواسطة 150 صهريجاً خاصاً منصوبة فوق القطارات. كما أكد التعاقد مع شركات غريبة لاستيراد صهاريج لنقل المنتجات النفطية والكبريت والغاز، بالإضافة الى إبرام عقد لشراء عربات نقل للمسافرين بكلفة 50 مليون دولار، وعقد آخر مع سورية وصلت بموجبه ست قاطرات من أصل ثلاثين قاطرة تم استيرادها عبر"مذكرة التفاهم". وأوضح ان الشركة تسعى إلى"تحديث الشبكة"من خلال كهربة خطوط السكك الحديد، لافتاً إلى أن سرعة القطارات في خطط المستقبل القريبة ستراوح بين 150 و450 كيلومتراً، وانه سيتم استخدام نظم الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية في القطارات الجديدة. وفي ما يتعلق بربط العراق بأوروبا، كشف الربيعي وجود مشروع لخط سكك حديد ينطلق من بغداد الى كركوك شمالاً فأربيل ثم الموصل باتجاه دهوك، ليرتبط لاحقاً بالشبكة التركية - الأوروبية، موضحاً ان طول الخط يبلغ 500 كيلومتر بكلفة 1.4 بليون دولار. وقال ان الشركة تسعى إلى ربط العراق وايران عبر خطين لسكك الحديد، الأول ينطلق من البصرة الى خورمشهور بطول 60 كيلومتراً، مكمّلاً طريقه عبر مشهد وخراسان للالتقاء بالشبكة الأوروبية. ويشمل المشروع"إنشاء جسر كبير ذي فتحة ملاحية"على شط العرب يتيح مرور القاطرات والبواخر في آن معاً، بكلفة تصل إلى 4 ملايين دولار. وأعرب عن ثقته بأن العراق"سينجح في رهانه ليكون عقدة مواصلات استراتيجية"تربط بين موانئ المتوسط وآسيا، مشيراً في هذا الصدد إلى خط سكك حديد آخر يجري العمل فيه وينطلق من بغداد إلى بعقوبة فخانقين والمنذرية، وصولاً الى خسروي الايرانية التي ترتبط بكرمشاه وطهران. كما يهدف خط ام قصر الشعيبة الواقعة على الخليج العربي، والذي سيصل طوله إلى 72 كيلومتراً، إلى تأمين نقل المواد الأولية من موانئ الخليج الى سائر مناطق العراق، بكلفة تبلغ 11 مليون دولار، على أن تتولى شركة"بكتل"الأميركية تنفيذه، إلى جانب تشييد خط سكك حديد من بغداد ينحدر على ضفاف دجلة الى الكوت وصولاً إلى الناصرية على ضفاف الفرات، بطول إجمالي 600 كيلومتر. وتبلغ مدة انجاز المشروع 84 شهراً.