ينوي العراق تطوير شبكة السكك الحديد، التي تربطه مع كل من إيرانوتركيا والسعودية والكويت، في مستهل خطة تستمر حتى سنة 2028 وتسمح له بالتحول إلى مركز دولي للتجارة بين جنوب شرقي آسيا وافريقيا واوروبا. وقال وزير المواصلات العراقي بهنام بولص ل"الحياة" إن ربط سكة الحديد العراقية مع إيران "ستكون له الأولوية السنة الجارية" مشيراً إلى أن "الخط مكتمل من الطرف الإيراني، ويحتاج إلى مد 20 كلم من الجانب العراقي بالإضافة إلى بناء جسر". وأشار إلى ان الايرانيين يشجعون المسألة وهم الذين سيتكفلون ببناء الشق المتبقي. وقال: "هدف العراق ربط التجارة مع جنوب شرقي آسيا، لتأتي من البصرة إلى داخل العراق شمالاً، ومن ثم إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وسنربط لهذا الغرض الموصل مع زاخو مع تركيا بخط سكك حديد، ليتحقق الربط بين إيرانوجنوب شرقي آسيا مع البصرة من خلال العراق، ومن خلال تركيا مع اوروبا". وأكد أن "هذا الأمر مدروس، كما أن هناك لجاناً مشتركة مع البلدين المجاورين تواصل البحث فيه". وكشف عن خطة تم الاتفاق عليها مع إيران، خلال مؤتمر دولي حضره اخيراً للسكك الحديد في طهران، تتضمن "ربط خطوط السكك الحديد من البصرة إلى دول الخليج وصولاً إلى البحر الأحمر ومن ثم الى افريقيا". وأضاف: "ان مركز البصرة سيكون المقر الرئيس لحركة السكك الحديد والنقل البري. وسيكون بوسع موانئ دبيوالكويت أن ترسل البضائع في شاحنات مهيأة إلى البصرة ومنها إلى تركيا وأوروبا. وهذه الخطة موجودة وهناك دراسة كاملة عن موضوع السكك الحديد ستنجزها شركة ايطالية في مدى ستة شهور من الآن". وأكد أن "العراق سيكون مركز التجارة الاقليمي في المستقبل، وسيربط أوروبا بالخليج العربي وبالبحر الأحمر وبافريقيا وبجنوب شرقي آسيا". وكشف أن العراق، الذي يملك 2200 كلم من خطوط السكك الحديد، يخطط خلال السنتين، الجارية والمقبلة، لزيادة طول شبكته بمقدار 1100 كلم من الخطوط أي ما يعادل 50 في المئة. وأشار إلى ضرورة تحقيق تفاهم بين العراقوالكويت والسعودية ودبي "حتى يكون الخط الاقليمي مشتركاً بين الجميع". وقال: "نعتمد على الدول المجاورة وتعاونها ونحن مهتمون بمد خط من الكويت أو من الإمارات مروراً بالأراضي السعودية إلى البحر الأحمر وإفريقيا"، نافياً ان يكون "الاخوة في إيران متحمسين لموضوع مد خط من البصرة إلى دبي لأن هناك مواضيع أكثر لديهم للاستفادة منها". حساسية وأكد بالمقابل أن "موضوع السكك الحديد موضوع حساس للغاية لكل المنطقة"، وقال "إن العراق يعتبر مركز البصرة نقطة انطلاق من الخليج إلى جنوب شرقي آسيا، وعبر العراق إلى أوروبا"، منتقداً عدم إعارة الدول العربية اهتماماً لموضوع النقل. وقال الوزير إنه أجرى "محادثات دقيقة وموسعة ومجدية في إيران، واجتماعات مكثفة في تركيا سادها التفهم الكامل"، مبرراً الاهتمام بمد السكك الحديد بأن له علاقة بتشجيع التجارة التي توقع أن تكون "المورد الأساس للدخل القومي بعد النفط أو بموازاته في العراق". وأشار إلى أنه سيتم دفع الدول المانحة والهيئات التي تهتم بإعادة اعمار العراق في الصورة، لحفزها على ايلاء أهمية أكبر لمسألة تشجيع التجارة ودعم قطاع السكك الحديد. وقال "إن الخطة التي تم التفاهم عليها مع إيران تتضمن فتح ثلاثة منافذ حدودية أخرى، في الشلامجة - البدرة وجصان والمنذرية، على أن يجري ربط سكة الحديد من خانقين إلى المنذرية على الحدود مع إيران في خطة سنة 2004 - 2005 وحيث باشر الجانب الايراني ربط السكة الحديد مع الجانب العراقي، وان كان الأمر سيستغرق سنتين.