يستعد المصرف"الأهلي سوسيتيه جنرال"الذي استحوذ أخيراً على"بنك مصر الدولي"، في إطار عمليات التغيير والإصلاح التي تشهدها السوق المصرفية، إلى رفع رأسماله المصدر والمدفوع إلى 2.5 بليون جنيه، بعد إجراء صفقة الاستحواذ، ودخول رقم ضخم من الأموال إلى موازنته دفعة واحدة عبر مصرف"سوسيتيه جنرال الفرنسي"، الذي حوّلَ قيمة الصفقة باعتباره حائزاً أكثر من 98 في المئة من رأسمال"الأهلي سوسيتيه"في مصر، والذي لم تكن موازنته تتحمل تمويل مثل هذه الصفقة في الأساس. وتعد موافقة السلطات المصرفية وهيئة سوق المال في البلاد خطوة إجرائية لسريان هذه الزيادة، التي ينتظر أن تدفع بالمصرف إلى صدارة السوق من حيث حجم رأس المال، الذي يتفوق به"الأهلي سوسيتيه"مع تنفيذ الزيادة على مستوى رأس المال المدفوع على البنك الأهلي، أكبر مصارف القطاع العام الذي يبلغ رأسماله المدفوع 2.25 بليون جنيه، وإن كان الأخير يتفوق من حيث إجمالي الموازنة وحجم الموجودات الضخم الذي يميز المصارف العامة. ويرى مسؤولو المصرف، أن هذه الخطوة ستفتح باب المنافسة للمرة الأولى بين المصارف العامة والخاصة، على نحو غير مسبوق، بسبب سماح التشريعات للمصارف الخاصة بمزاولة جميع الأنشطة، بما فيها تحويل الأموال من دون قيود، سوى معادلة الأصول للخصوم، وهي قاعدة محاسبية مستقرة لا يمكن المساس بها. وينتظر أن يمنح هذا التطور الفرصة لپ"الأهلي سوسيتيه جنرال"لزيادة نشاطه داخل السوق المصرفية على نحو مكثف يناسب وضعه وترتيبه الجديد، خصوصاً على صعيد ما يعرف بالائتمان الموجه إلى الشركات الكبرى، الذي شرع في التوسع به خلال العامين الماضيين. كما ينتظر أن يضاعف المصرف من حجم نشاطه الملحوظ في قطاع التجزئة المصرفية، الذي ستزداد فرص نموه بعد الاستحواذ وضم ما يقارب من 19 فرعاً جديداً. وبهذا التطور يكون"سوسيتيه"فتح الطريق أمام مصارف عالمية مثل"سيتي"الذي يتطلع للاستحواذ على بنك الإسكندرية، الذي طرح للبيع رسمياً طبقاً لتصريحات المسؤولين. كما يمهد لقبول صعود جديد لواحد من مصرفي"كاليون"الفرنسي أو"إتش اس بي سي"البريطاني لصدارة السوق بعد استحواذه على البنك المصري - الأميركي.