تستعد المصارف المصرية لمواجهة الكثير من الاستحقاقات الخاصة بترتيبات ما يطلق عليه"خريطة السوق المصرفية الجديدة"في البلاد، عقب عطلة العيد مباشرة، حيث يعتمد المصرف المركزي عقد اجتماع لمجلس ادارته لمناقشة هذه الترتيبات، خصوصاً ان هناك نحو 11 حالة تنتظر الدمج القسري بعد عجزها عن زيادة رؤوس أموالها. وصدر قرار المركزي في هذا الصدد من دون جدول زمني لإتمام تلك العمليات، وان كانت بعض الاجتهادات قد رشحت الفترة الممتدة حتى كانون الاول ديسمبر المقبل، لاستجلاء تطورات هذه القضية التي ستزيد من انكماش رقعة السوق المصرفية. ويتصدر قائمة المصارف التي تنتظر ذلك الحسم كل من بنك"التجاريون"، الذي تقرر دمجه في البنك الأهلي المصري، ولم تتحدد بعد ترتيبات إتمام هذه العملية وكلفتها، والمصرف الاسلامي الدولي للتنمية، الذي ينتظر نتائج الفحص الفني الذي يقوم به بنك التمويل المصري ? السعودي، الذي تمتلك مجموعة"دلة البركة"حصة استراتيجية فيه تتجاوز ال75 في المئة، ويتطلع الى شراء المصرف، لدعم نشاطه في مجال خدمات الصيرفة الاسلامية، التي ينتظر ان يتوسع بها داخل السوق المصرية. وتشير التقديرات المصرفية الى اقترابه من إتمام هذه الصفقة. ومن بين المصارف التي تنتظر تغييراً جذرياً في وضعها القانوني، البنك المصري المتحد الذي يتنافس عليه الليبيون عبر ذراعهم المصرفية المتمثلة في بنك قناة السويس المحلي، والإماراتيون من جهة اخرى ممثلين ببنك المشرق. وحتى الآن لا يمكن التكهن بحسم المنافسة عليه، عرض قوي من البنك المصري التجاري الذي اندمج اخيراً مع بنك"بيريوس"اليوناني، الذي يبدو مهتماً جداً لتنمية اعماله داخل السوق المصرية. كما بات من الضروري حسم مصير بنك النيل، وما اذا كانت محاولات البنك المصري الخليجي المشروطة لشرائه ستكلل بالنجاح، او ان"المركزي"المصري سيضطر الى تصفيته. كما تنتظر السوق المصرفية كذلك حسم مصير البنك المصري الاميركي الذي تردد ان كلاً من مصرف"كاليون"الفرنسي، ومصرف"اتش اس بي سي"البريطاني في مصر يتنافسان عليه. كما يتوقع إعلان البنك التجاري الدولي"مصر"استحواذه على البنك الوطني للتنمية، وهي جميعها تطورات ينتظر ان تترك آثاراً واضحة على بنية السوق المصرفية، وعلاقات أطرافها والمنافسة في ما بينها، على الحصص السوقية من الخدمات المصرفية، خصوصاً مع تنامي اعتماد المصارف المحلية في الآونة الاخيرة على خدمات التجزئة المصرفية، ودخول مصارف أجنبية ذات خبرات طويلة في مثل هذه الانشطة. وتوقع نائب المدير العام في العربي - الافريقي احمد سليم ان يكون لذلك مردوده كذلك على قوائم الدخل وعائدات النشاط داخل السوق.