أصدر أكثر من ألف رجل دين سني فتوى تحض أبناء الطائفة على المشاركة بكثافة في الانتخابات غداً، فيما أمر"الجيش الاسلامي"مقاتليه على عدم مهاجمة مراكز الاقتراع، على رغم مقتل المرشح السني رئيس"قائمة التقدم العراقي الحر"في الرمادي أمس. أمنياً قتل أمس أربعة جنود أميركيين بانفجار عبوة في عربتهم شمال غربي بغداد. وكشف تقرير نشرته صحيفة"ذي تايمز"البريطانية أمس ان لندن وواشنطن تخططان للبدء بسحب قواتهما اعتباراً من مطلع السنة المقبلة. الفتوى والجيش الاسلامي دعا رئيس الوقف السني أحمد عبدالغفور السامرائي"جميع أبناء الشعب العراقي"الى المشاركة في الانتخابات، لافتاً الى أنها"فتوى من أكثر من ألف رجل دين يحضون العراقيين على الاقتراع". وأكد أن العراقيين يملكون حق اختيار المرشح الذي يريدونه. ويشعر السنة في العراق بالتهميش على يد الحكومة الشيعية الحالية، ويعتقدون بأن مقاطعة الانتخابات الماضية في كانون الثاني يناير الماضي كانت خطأ، لأن هناك 17 سنياً فقط في البرلمان 275 مقعداً، لكن يتوقع أن يفوزوا بالمزيد في الانتخابات الحالية. وقال السامرائي:"نأمل ان شاء الله بأن لا يفوّت العراقيون فرصة الاقتراع وأن يتجنبوا التهميش". من جهة أخرى، أكد مصدر في وزارة الداخلية أمس مقتل المرشح السني مزهر الدليمي، رئيس قائمة"حزب التقدم الحر"في الرمادي. وقال المصدر ان"مسلحين مجهولين في سيارة من طراز أوبل فتحوا النار على الدليمي الذي كان يقود سيارته مما أدى الى مقتله واصابة زميل له". وأصدر"الجيش الاسلامي"أحد الفصائل المسلحة بياناً يأمر فيه مقاتليه ب"تجنيب استهداف المراكز الانتخابية لحقن دماء المسلمين"وجاءت هذه الأوامر على خلفية"التعليمات السابقة بعدم مشروعية العمليات العشوائية التي يذهب فيها المجرم والبريء"، ولفت البيان الى أن الأمر"لا يعني دعمنا لما يسمى العملية السياسية، ونؤكد أن العمليات الجهادية مستمرة ضد الأميركيين وأعوانهم بكل أشكالها في كل وقت وزمان". وجاء مقتل الدليمي بعد تعرض المرشح اياد العزاوي من"الحزب الاسلامي"لمحاولة اغتيال على أيدي مجهولين قرب الفلوجة في 28 الشهر الماضي. واغتيل أول من أمس المرشح على قائمة"6 كانون"في الموصل محمود الحيالي. وقتل الشهر الماضي أيضاً الشيخ حمزة العيساوي مفتي الأنبار، على خلفية دعوته أهالي المدينة التي تعتبر أكثر مناطق العراق سخونة الى المشاركة في الانتخابات. واعتبر صالح المطلك رئيس"مجلس الحوار الوطني"الاغتيالات التي يتعرض لها المرشحون رسائل"الى الحركات والتيارات والشخصيات السنية، تدعوهم الى الانسحاب من الانتخابات النيابية بمسعى من دول مجاورة للعراق لإبعاد شريحة واسعة من العراقيين عن العملية السياسية، ما يسهل عليها الاستيلاء على الحكومة". ولم يستبعد ان"تكون ايران واسرائيل وراء هذه العمليات"، مشيراً الى ان"كل الأحداث يصب في مصلحة الدولتين وهما اللاعبان الأساسيان الآن في العراق". وحمل عضو مجلس الشورى"هيئة علماء المسلمين"عصام الراوي ثلاث جهات مسؤولية الاغتيالات ولكل من هذه الجهات أسبابها وحددها ب"القاعدة والميليشيات الحزبية وقوات الاحتلال"، وقلل من أهمية بيان"الجيش الاسلامي"ومنظمات مسلحة أخرى ذكرت انها لن تهاجم مراكز الاقتراع والناخبين. وأوضح ان"أهم الجهات المتشددة والأكثر خطورة على الوضع الأمني والانتخابات تلك التي ترتبط بتنظيم"القاعدة"وهذه جماعات غير مضمونة في المناطق الغربية وتدعو الى تكفير وتصفية كل من يدعو الى العملية السياسية". المرشحون الشيعة لم يكونوا بعيدين عن التهديد، فقد نجا النائب جلال الدين الصغير، القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"من محاولة اغتيال تعرض لها أمس في منطقة اللطيفية خلال عودته من حملته الانتخابية، وأسفر الحادث عن مقتل اثنين من حراسه. أما النائب راسم العوادي القيادي في حركة"الوفاق"التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وأحد مرشحي قائمته فأكد ل"الحياة"ان محاولات الاغتيالات التي يتعرض لها مرشحو"العراقية"وحركة"الوفاق"مستمرة، وأدت الى مقتل مرشح مدينة العمارة الشيخ أحمد شعلان الدراجي، شيخ عشيرة البودراج الشيعية، اضافة الى اصابة المرشح سعد العبيدي.