اعترف الرئيس جورج بوش بأن عائدات النفط العراقي"ليست على درجة من الاهمية"كانت متوقعة قبل الحرب، وذكر أن العنف سيستمر بعد الانتخابات في العراق، واعتبر ان تقسيم العراق سيكون كارثة، وكشفت صحيفة"اندبندانت"البريطانية ان حرب العراق كلّفت الولاياتالمتحدة حتى الآن 204.4 بليون دولار، وكلفت بريطانيا 3.1 بليون جنيه، ذكرت صحيفة"التايمز"البريطانية ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا تنويان بدء انسحاب تدريجي من العراق بعد الانتخابات. اعترف الرئيس جورج بوش بأن عائدات النفط العراقي"ليست على درجة من الاهمية"كانت متوقعة قبل الحرب. وقال بوش في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية"ان بي سي"ان عائدات النفط العراقي"ليست بالاهمية التي كنا نتوقعها. مع ذلك، هذه العائدات كبيرة". وكان المتشددون في ادارة بوش يؤكدون قبل الحرب على العراق لاقناع الرأي العام، ان الحرب لن تكلف دافعي الضرائب الاميركيين مبالغ كبيرة لانها ستمول من عائدات النفط العراقي. وقبل ثلاثة ايام من الانتخابات التشريعية في العراق التي ستحدد الحكومة التي ستحكم العراق في السنوات الاربع المقبلة، رد بوش على اسئلة عن الحجج التي استخدمت لتبرير الحرب على العراق مثل وجود اسلحة الدمار الشامل. وقال:"ما زلت مقتنعاً"بان الحرب"كانت ستقع". واضاف"كل العالم كان يعتقد انه صدام حسين كان يمتلك اسلحة للدمار الشامل وكل العالم كان يعرف انه قام باستخدامها وانه استقبل ارهابيين". وتابع"اعتقد انهم رحبوا بنا. لم يكن استقبالاً سلمياً ... لكن اعتقد ان الكثيرين من الناس سعداء بوجودنا في العراق". من جهة أخرى، اعلن بوش انه لم يفكر ابداً بتقسيم العراق لانه سيكون"كارثة". وأكد انه لم يفكر ابدا بتقسيم العراق الى ثلاث دول للطوائف العراقية الكبرى: الشيعة والاكراد والسنة. واضاف"اعلم انه العراق سيكون موحدا وقائما على مبادىء عالمية ... حرية العبادة ودولة القانون والملكية الفردية والسوق وكلها تكون مرتبطة بدستور اقره العراقيون الذين سيعملون على تحسينه". ورداً على سؤال بخصوص التقسيم اكد بوش"لا. ستحصل كارثة ... في حال كانت هناك ثلاث دول منفصلة". الى ذلك، نفى الرئيس الاميركي ما اوردته مجلة"نيوزويك"الاميركية بأنه يعيش في"فقاعة"محاطاً برجال امن ومستشارين وسياسيين يبقونه بعيداً عن العالم. وقال: ليس لدي انطباع بأنني اعيش في فقاعة"، وكانت المجلة نشرت صورة لبوش في فقاعة عملاقة وحللت نظام عمله داخل دائرة مغلقة جداً من المقربين له الذين يتمتعون بثقته المطلقة. واكد انه لا يقرأ مقالات مثل تلك التي تنشرها مجلة"نيوزويك"موضحاً"اهتم بالانباء وليس بالآراء". وتابع انه"لن يسمح لاستطلاعات الرأي او مجموعات الضغط بتحديد مجرى التاريخ"بل يريد ان يدخل التاريخ"كشخص يتخذ قراراته استنادا الى مبادىء وامور يؤمن فيها بقوة". وكان الرئيس الاميركي اعترف في خطابه مساء الاثنين في فيلادلفيا بأن العنف لن يتوقف بعد الانتخابات، وقال:"ان عراقاً حراً لن يكون هادئاً ... سيكون بلداً يواجه العنف الى حد ما"، وأضاف ان"الانتخابات التي ستجري هذا الاسبوع لن تكون مثالية، ونجاح الانتخابات لن يكون نهاية العملية". واكد الرئيس الاميركي"اذا كنتم من مؤيدي اسرائيل فانني ادعوكم بالحاح الى مساعدة الدول الاخرى كي تصبح ديموقراطية. بقاء اسرائيل على الامد الطويل مرتبط بانتشار الديموقراطية في الشرق الاوسط". كما وجه انتقادات الى"لمحطات التلفزيون العربية"التي قال انها"تهاجم اميركا باستمرار". في غضون ذلك، كشفت صحيفة"اندبندانت"البريطانية أمس ان حرب العراق كلّفت الولاياتالمتحدة حتى الآن 204.4 بليون دولار فيما كلفت بريطانيا 3.1 بليون جنيه استرليني منذ بدايتها في آذار مارس 2003 وحتى آذار الماضي. وقالت الصحيفة"ان الحرب أودت بحياة 2339 جندياً اميركياً و 98 جندياً بريطانياً وحوالي 30 ألف عراقي و 53470 مسلحاً و 66 صحافياً وجرح 15955 جندياً اميركيا حتى الآن". واضافت"ان 251 اجنبيا خطفوا في العراق بمعدل 5 كل شهر"، مشيرة الى"ان 67 في المئة من العراقيين يشعرون بانهم اقل أمنا بسبب الاحتلال فيما يعاني 8 في المئة من اطفال العراق من نقص حاد في التغذية". وذكرت"ان البنك الدولي قدّر تكاليف عمليات اعادة الاعمار في العراق بنحو 36 بليون دولار"، مشيرة الى ان معدل المرتب الشهري الذي يتقاضاه الجندي العراقي يبلغ 343 دولاراً بالمقارنة مع 4160 دولاراً يتقاضاها الجندي الاميركي". من جهتها ذكرت صحيفة"التايمز"البريطانية ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا تعتزمان بدء انسحاب تدريجي لقواتهما من العراق فور تشكيل حكومة دائمة في هذا البلد واعتباراً من آذار 2006. واوضحت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين والبريطانيين يرون عشية الانتخابات التشريعية ان انتهاء مرحلة الحكومة الموقتة في البلاد يشكل"ضوءا اخضر"لبدء انسحاب قوات التحالف اعتبارا من آذار المقبل. واضافت"التايمز"نقلا عن ديبلوماسي غربي رفيع المستوى في العاصمة العراقية ان"واحدة من اوائل القضايا التي سنتحدث بشأنها مع الحكومة العراقية الجديدة هي النقل التدريجي للامن خصوصا في المدن والمحافظات". واوضح الديبلوماسي ان"هذا سيتم تدريجيا السنة المقبلة". واكدت"التايمز"من دون ان تحدد مصدرا ان الولاياتالمتحدة تعتزم سحب ثلاثين الف جندي في"بداية السنة الجديدة"وخفض وجودها الى اقل من مئة الف رجل"في الاشهر التالية".