توصل الاجتماع الجمركي الذي عقد امس عند الحدود السورية - اللبنانية في جديدة يابوس الى اتفاق ينهي ازمة الشاحنات والعبور بين البلدين، فيما اتفق وزير الخارجية السوري فاروق الشرع مع الامين العام للمجلس الاعلى السوري - اللبناني نصري خوري على"اهمية تفعيل آليات عمل المجلس وتطوير الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين". وكانت"اللجنة الجمركية السورية - اللبنانية المشتركة"عقدت في جديدة يابوس على الحدود المشتركة اجتماعاً بحضور خوري ورئاسة المدير العام للجمارك السورية الدكتور باسل صنوفة والمدير العام للجمارك اللبنانية العميد اسعد غانم. ونص الاتفاق على فتح معبر"العريضة"لعبور الشاحنات الداخلة الى لبنان والمحملة بالفوسفات والبحص والرمل من الساعة السابعة صباحاً وحتى منتصف الليل، إضافة الى بقية الشاحنات المعتاد عبورها ومنح صلاحيات استثنائية لامانة العريضة كأمانة فئة اولى من الجانبين وتمدد عند الحاجة. واتفق الجانبان على تمديد ساعات العمل في امانة جمارك"الدبوسية"من السادسة صباحاً وحتى الثانية عشرة ليلاً لعبور الشاحنات الخارجة من لبنان والداخلة الى سورية فضلاً عن دعم الامانتين بالكادر البشري المختص سواء من الضابطة الجمركية ام المكاتب وتسيير اكثر من قافلة عند الحاجة في معابر الجديدة والعريضة والدبوسية. وتم الاتفاق على المباشرة بتنفيذ هذه الاجراءات اعتباراً من اليوم الخميس وحتى نهاية شهر آب أغسطس الجاري وتمدد عند الحاجة تلقائياً وبالتنسيق بين الجانبين. ورفع المجتمعون توصيات الى الجهات المختصة في البلدين تهدف"الى الاسراع باقتناء الآلات للكشف عن الحاويات المتنقلة من الجانبين والتمني على الجانب اللبناني انجاز تأهيل الطريق بين العبودية والدبوسية واستملاك او استئجار قطعة الارض المتفق عليها لانجاز تأهيل تحويلة الشيخ عياش واقامة المراكز المشتركة المتفق عليها بين الجانبين". واتفق الجانبان على التواصل والتنسيق اليومي بين الادارتين والمسؤولين عن الامانات الحدودية المتقابلة لحل المشاكل على ان يعقد اجتماع مشترك في الاسبوع الاول من شهر ايلول سبتمبر المقبل. واكد خوري ان الاجراءات التي اتخذت لفترة على الحدود كانت لاسباب امنية بحتة، لافتاً الى ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه من شأنه ان يساهم بشكل جذري في تسهيل عمليات العبور بين البلدين وبما ينهي كل المشكلات التقنية التي كانت تحول دون ذلك"، بدوره حمل الدكتور صنوفة الاعلام مسؤولية تضخيم ازمة الشاحنات وقال:"ان عمليات التدقيق والتفتيش في الشاحنات الآتية من لبنان اسفرت عن ضبط اكثر من حالة تهريب لمواد لا تقتصر على الاسلحة فقط وانما كل انواع المهربات من اسمنت وادوية ومخدرات وهي عمليات تهريب تقوم بها شبكات تهريب اجرامية". واعلن ان مشكلة الشاحنات السورية الفارغة التي كانت محتجزة في معبر"ربيعة"الحدودي العراقي حلت وسمح لجميع السائقين السوريين بالعبور الى داخل الاراضي السورية باستثناء 20 سائقاً ينتظر ان يعبروا في وقت لاحق، مشيراً الى"ان من اوقف هؤلاء السائقين كان حاجز غير محدد الهوية من الجانب العراقي من الحدود". ونفى صنوفة ان يكون الاردن اتخذت اجراءات بحق الشاحنات الآتية من سورية، مشيراً"الى وجود اتفاق مع الاردن لتسهيل حركة عبور الشاحنات بين الجانبين ويتم التقيد به كما ان هناك تفاهماً على تركيب كاشفات لتسهل عملية الكشف على الشاحنات من الجانبين السوري والاردني". بدوره توقع غانم ان تسهل الاجراءات التي اتفق عليها العبور، مشيراً الى"ان الجانب اللبناني سيقدم من جانبه كل التسهيلات اللازمة". وفي الإطار نفسه، اعتبر وزير الصناعة بيار الجميل انه"إذا كانت الاعتبارات الأمنية هي وراء التدابير المتخذة فمن الأولى بمكان معالجة قضية استمرار التهريب عبر بعض المواقع الحدودية غير الشرعية".