بعد ان جددت قواها كشبكة للاتصالات، لم تكتف الانترنت، على ما يبدو، بمنافسة الخلوي وشبكاته عبر الهواتف التي تعمل عبر الشبكة الدولية للكومبيوتر. فقد شهدت الاسواق اخيراً، هواتف انترنت متنقلة، تستخدم بروتوكول نقل الصوت على الانترنت، الذي يُعرف بمصطلح"في او آي بي"VoIP، من خلال تقنيات اتصال لاسلكي مباشر بالانترنت مثل تقنيتي"واي فاي"Wi-Fi"واي ماكس" WiMax للاتصال الواسع عبر موجات الراديو. هل تحلّ هذه الأدوات محل الخلويات في المستقبل القريب؟ وما هو وهل تزيح الانترنت شبكات الخليوي من الاسواق؟ والارجح انه لم يعد من الممكن تجاهل تلك الاسئلة وغيرها، في عالم الاتصالات راهناً. آفاق لهاتف الانترنت المتنقل في المقابل، يجد المحللون صعوبة في تقصي الاثر المحتمل للهاتف المتنقل الذي يعمل ببروتوكول الصوت عبر الانترنت. ويتوقّع الكثيرون منهم حدوث تحوّل جذري في هذا المجال. ومثلاً، يتساءل الاختصاصي ألن نوجي، من شركة الأبحاث"آن-ستات"Nsat الاميركية عن قدرة شبكات الهواتف التقليدية والخلوية على وقف انتشار هواتف الانترنت المتحركة. ويرى الجواب سلبياً. وتتوقّع شركته ان يصل تصديرها هواتف انترنت متنقلة تعمل عبر"واي ماكس"الى رقم 13.5 ملايين جهاز مع حلول العام 2007 و52.8 مليوناً عام 2008، وسيتخطّى 136 مليوناً في العام 2010. ويرى نوجي في هذه الارقام توقّعات متحفّظة. وليست المكالمات الصوتيّة وحدها التي تواجه تهديداً. وبينما تنتقل الهواتف لتضمّ معطيات بيانيّة وزوائد للتسلية، ستمكّن تقنية"الواي فاي"مستخدمي الهاتف من الدخول الى الويب وتحميل الموسيقى، من دون اللجوء الى شبكة خليوية. وفي خطوة لافتة، وضعت شركة"نوكيا" Nokia، على سبيل المثال، خدمة"واي فاي"على جهازها الجديد"آن 91"N91. كما تهدّد تقنيتا"واي فاي"وپ"واي ماكس"عمل الرسائل النصية للخليوي، التي تدر ارباحاً كبيرة راهناً، بالنظر الى الخدمات الكثيرة التي تقدمها للجمهور. والمفارقة ان مستخدم هاتف الانترنت المتنقل بإمكانه بث رسائل سريعة عبر الانترنت. والارجح ان مشغّلي الاتصالات الخليويّة لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وليس من السهولة ابطال عملهم. ويشير البعض الى أنّ هواتف الانترنت المتحركة تعمل عبر تقنيات تستلزم كمية كبيرة من الكهرباء لا تتناسب مع بطارياتها المحدودة القوة. وفي المقابل، فان دخول خلايا الوقود الى هذا الحقل يُضعف هذه الحجة، ويفتح آفاقاً أوسع أمام هواتف الانترنت. وشرعت بعض شركات الاجهزة الخلوية مثل نوكيا وموتورولا Motorola بإدخال تكنولوجيات مثل"واي فاي"وپ"واي ماكس"الى خليوياتها، التي صارت نوعاً"هجيناً"يجمع انواعاً عدة من الاتصالات. ثمّ يأتي الدور الجوهريّ لسلاح خفض التكلفة، الذي من شأنه أن يجعل شبكات الخلوي الأساسيّة غير مجدية. ويشير مارتن غوتبيرليت، المحلّل في شركة"غلرتنر"في ميونيخ، الى ان المنافسة بين شبكات الخليوي وهواتف الانترنت ستكون لعبة تسعيرة في نهاية الامر. فعلى سبيل المثال يقدّم الكثيرون من مشغّلي الهاتف الخليوي مكالمات مجّانيّة عمليّاً داخل المكاتب. وقد يلجأ بعضهم الى تقديم مجموعة من المكالمات المجّانيّة ضمن البلد الواحد. وفي النهاية، ربما أُجبرت معظم خدمات مشغّلي الخليوي على الانضمام الى ثورة بروتوكول الانترنت الصوتي، وقد بدأت بعض شبكات الخليوي بالدخول الى شبكات"واي فاي"، وتقديم خدمات عليها. ففي فرنسا مثلاً، يستطيع المشتركون في خدمات شركة أورانج للخليوي، الاتصال بالانترنت عبر الحواسيب المحمولة وأجهزة المساعد الرقمي الشخصي وغيرها، وذلك عبر"النقاط الساخنة"Hot Spots في شبكة"واي-فاي". وبذا، اضافت تلك الشركة بعضاً مما تُقدّمه هواتف الانترنت، الى خدمات شبكات الخلوي. واخيراً، أعلنت شركة" إي بلاس"الألمانيّة للشبكات الخليوية، التي تُعدّ ثالث أكبر شركة في المانيا، أنّها ستضمّ تطبيق "سكايب" Skype الشهير للاتصالات الصوتية عبر الانترنت، ليصبح جزءاً من تكلفة بطاقة الاشتراك الشهري التي تبلغ 40 يورو. ويوضح دايف وليامز المدير المسؤول عن التكنولوجيا في شركة"آو تو"O2 الالمانية للهواتف الخليوية أيضاً"على المدى البعيد، وكجزء من التطوّر، سنصل الى بروتوكول الانترنت الصوتي الذي يتماشى مع الهاتف الخليوي".