أفادت مصادر رسمية ان عدد الناشطين ضمن الجماعات الإسلامية المسلحة الذين تخلوا عن العمل المسلح منذ إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، خلال الاستفتاء الشعبي الذي جرى في 29 أيلول سبتمبر الماضي، لم يتجاوز 25 مسلحاً وُضعت غالبيتهم تحت الرقابة القضائية في انتظار صدور التشريعات التي تمكّنهم من حق العفو وإبطال المتابعات القضائية ضدهم. وبررت مصادر على صلة بهذا الملف، في اتصال مع"الحياة"، حال الفتور في تعاطي عناصر"الجماعات"مع مسعى السلطات إلى تأخر صدور التشريعات التي توضح سياسة الحكومة في التعامل مع المسلحين الراغبين في التخلي عن السلاح وإلى طابع التردد الذي يميز موقف السلطات إزاء ملفات بعض الوجوه في"الجبهة الإسلامية للإنقاذ"التي عبرت عن رغبتها في العودة إلى الجزائر مثل رئيس البعثة البرلمانية للحزب المحظور في الخارج السيد أنور هدام الذي طلب منه مسؤولون في الدولة إرجاء عودته إلى البلاد لأسباب لم تتضح. وكان يُعتقد أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيعلن أمس، في خطابه السنوي إلى الأمة لمناسبة احتفالات ذكرى الفاتح من ثورة نوفمبر ثورة التحرير، سلسلة من الإجراءات الأولية المتعلقة بتنفيذ مسعى استعادة السلم. لكن ظهوره اقتصر على وقفة ترحم على شهداء الثورة صباحاً وحفلة استقبال نظمت مساء على شرف كبار المسؤولين والشخصيات الوطنية. عفو واكتفى الرئيس الجزائري بإصدار عفو عن سجناء الحق العام واستفاد منه 6778 سجيناً. ولم يعلن، كما كان مقرراً سلفاً، عن المراسيم الرئاسية التي جرى إعدادها للإفراج عن عناصر شبكات دعم الإرهاب وفئات من المحبوسين الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية بتهم الانتماء إلى الجماعات الإسلامية المسلحة. وبعد مرور شهر على الاستفتاء الشعبي الذي زكت فيه غالبية 97 في المئة من الجزائريين ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، لا تزال السلطات تتحفظ عن كشف الاجراءات القانونية التي جرى إعدادها لتنفيذ أحكام ميثاق السلم والمصالحة. ويُعتقد ان تأخر السلطات يعود الى عدم وضوح الموقف داخل الجماعات المسلحة وتحديداً"الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وتراهن الجزائر، في هذا الإطار، على الاتصالات التي تقوم بها عائلات المسلحين معهم وإلى الجهود التي يبذلها حسان حطاب "أبو حمزة" أمير"الجماعة السلفية"ومؤسسها. ويتزامن ذلك مع تصاعد قياسي لأعمال العنف خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، إذ كثفت"الجماعة السلفية"سلسلة إعتداءاتها ضد قوات الأمن والقرويين في مناطق متفرقة شرق البلاد ووسطها. وأشارت حصيلة أولية أعدت بناء على تقارير صحف إلى مقتل 20 شخصاً وإصابة عدد مماثل بجروح في تصاعد أعمال العنف خلال الأيام الأخيرة، ليرتفع عدد القتلى إلى ما يزيد على 70 شخصاً ونحو مئة جريح منذ الاستفتاء على ميثاق السلم.