أعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري انه سحب موفده الى دمشق بعد كلمة الرئيس السوري بشار الاسد في جامعة دمشق التي اعتبر فيها ان المسؤولين في الحكومة العراقية"ليسوا أصحاب القرار النهائي"في هذا البلد، وأكد عزمه المشاركة في الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني في القاهرة السبت بعد تلقيه تطمينات الى هوية الشخصيات التي ستحضر المؤتمر. وقال الجعفري في مؤتمر صحافي رداً على سؤال"بعثت مندوباً عني الى سورية لأبرهن مرة بعد أخرى حسن نية العراق ... لكن عندما اطلعت على تفاصيل الخطاب الأسد وجدت ان الخطوة لا يمكن ان تكون مناسبة في مثل هذا الوقت لذلك قررت ان يعود مندوبي الى بغداد". ولم يشر الجعفري الى اسم موفده. وتابع الجعفري:"نحن حريصون على تحسين العلاقات، وحينما يكون الجو مناسباً فسنستأنف هذا الشيء"، معبراً عن امله في ان"تفهم كل الاطراف كيف يفكر العراق لأن العراق لم يعد يفكر بطريقة معزولة عن الشعب". ولفت رئيس الوزراء العراقي الى انه زار سورية عام 1985 والتقى بالرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ونجله الرئيس الحالي بشار الاسد، مشيراً الى انه يكن"لهما كل الاحترام". واشار الى انه"لا يمكن ان اقدم على خطوة يراها شعبي تصرفاً غريباً". واعتبر انه في حال"بقيت حالة التغاضي والتسلل عبر الحدود والانشطة التخريبية الموجودة في سورية او في اي بلد آخر في العالم فسيكون موقفنا واحد وليس فيه اي تناقض". وكان الرئيس السوري دعا في كلمة في جامعة دمشق في 10 الشهر الحالي الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الى"تجاوز الخشية غير المبررة"وزيارة سورية، قبل ان يعود ويتهم المسؤولين العراقيين بأنهم"ليسوا اصحاب القرار النهائي". من جهة أخرى ذكر الجعفري انه أمر بتشكيل لجنة تحقيق للبحث في سوء معاملة 173 معتقلاً عراقياً في سجن تابع لوزارة الداخلية العراقية في بغداد. وقال"وصلتني اخبار عن وجود 173 معتقلاً عراقياً في السجن التابع لوزارة الداخلية يعانون من سوء التغذية، وهناك كلام انهم تعرضوا للتعذيب". واضاف"باشرت فوراً بتشكيل لجنة يرأسها أحد نوابي وتضم عدداً من الوزراء ستبدأ اعمالها اليوم أمس وستقدم نتائج عملها خلال اسبوعين". وتابع"نريد التحقق من هذه القضية وكيف حصلت وكيف وصلت الى هذا السوء"مشيراً الى انه"سيتخذ الاجراءات الصارمة بحق المسؤولين". ومن جانب آخر، اكد رئيس الوزراء العراقي انه"شكل لجنة ثانية للتعرف على عدد السجناء في العراق وطبيعة المسجونين وظروفهم". على صعيد آخر، اكد الجعفري عزمه على المشاركة في الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي يعقد في القاهرة السبت المقبل بعد تلقيه تطمينات من الجامعة عن الشخصيات التي ستحضر المؤتمر. وقال:"جرى اتصال مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والامين العام المساعد احمد بن حلي الاثنين واخذنا تفاصيل مطمئنة فعزمت على المشاركة مع عدد من المسؤولين". لكن الجعفري اعرب عن أمله في ان"لا افاجأ في المؤتمر بحضور ممثلين عن مجموعات ارهابية تسلموا مواقع في الحكومة السابقة وارهابيين تسببوا بقتل الشعب العراقي". واكد ان"هؤلاء هم بالنسبة لنا خطوط حمر وارجو ان لا افاجأ بحضورهم في المؤتمر". وكان مسؤول في الجامعة العربية في القاهرة أعلن الاثنين ان رئيس الوزراء العراقي وثمانية وزراء خارجية عرب سيشاركون في افتتاح الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي السبت. واكد ان وزراء خارجية الدول العربية الثماني المعنية بالعراق وهي الكويت والسعودية والبحرين والعراق وسورية والاردن والجزائر ومصر اضافة الى الامين العام للجامعة سيعقدون اجتماعاً تشاورياً الجمعة في مقر الجامعة عشية الاجتماع التحضيري. وأضاف ان مشاورات تجري حالياً بشأن امكان مشاركة كل من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي للقمة العربية والرئيس المصري حسني مبارك رئيس دولة المقر والرئيس العراقي جلال طالباني في افتتاح المؤتمر"لاعطاء الزخم اللازم لهذا المؤتمر والتعبير عن الدعم العربي الكامل له".