بدأ إنشاء أطول خط أنابيب لنقل الغاز في شمال موسكو حيث حضر مسؤولون روس وألمان أول من أمس لحام الجزء الأول من خط أنابيب التصدير البالغ طوله 2100 كيلومتر. وسيمتد خط أنابيب غاز شمال أوروبا، الذي من المقرر أن يبدأ العمل في عام 2010، لمسافة إجمالية تصل إلى ثلاثة آلاف كيلومتر عندما يتم ربطه بالخطوط الحالية من حقول الغاز في غرب سيبيريا. وسيخدم خط أنابيب الغاز ألمانيا في المقام الأول ثم تتفرع منه خطوط أخرى إلى فنلندا والسويد وهولندا وبريطانيا. يذكر أن مشروع خط الأنابيب الذي تبلغ تكلفته أكثر من 4.7 بليون دولار سيعمل بطاقة إنتاجية قدرها 27.5 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً. وقد جرت مراسم البدء بمد خط الأنابيب في بلدة باباييفو في مقاطعة فولوغدا الروسية بحضور رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف ووزير الاقتصاد والتكنولوجيا الحديثة الألماني ميخائيل غلوس. ضجة في ألمانيا وفي ألمانيا تناول معظم وسائل الإعلام الألمانية أمس موضوع تولي المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر منصب رئيس مجلس إدارة شركة شمال أوروبا لأنابيب الغاز ان أي جي بي التي ستقوم بإنشاء خط أنابيب الغاز العملاق. ويعرف عن المستشار الألماني السابق تشجيعه للعلاقات الألمانية - الروسية وبخاصة دعم الشراكة في مجال الطاقة بين ألمانياوروسيا والعمل على تأمين إمدادات روسيالألمانيا بالغاز الروسي الذي لا غنى لألمانيا عنه حيث زودت روسياألمانيا ب35 في المئة من احتياجاتها للغاز العام الماضي. وأعرب العديد من الساسة الذين ينتمون الى مختلف الأحزاب السياسية في ألمانيا عن استيائهم بسبب تولي شرودر لهذا المنصب ولم يستبعدوا أن يكون شرودر قد مهد لتوليه هذه الوظيفة خلال فترة عمله كمستشار لألمانيا وأن يكون قد أبرم اتفاقاً غير مكتوب عند إبرام الاتفاق الخاصة بإنشاء هذا الخط العملاق الذي يعتبر أحد أضخم خطوط أنابيب الغاز في العالم. وقال شتيفان هيلزبرغ، المتحدث باسم نواب برلمانيين شرقيين ينتمون للحزب الاشتراكي الديموقراطي وهو حزب شرودر، لصحيفة"كولنر شتات أنتساغير"التي تصدر في كولونيا أن تولي شرودر لهذا المنصب يعني أنه قد استغل قراراته السياسية من أجل تحقيق منافع شخصية. وصرح نائب رئيس الحزب الديموقراطي الحر راينر برودله بأنه إذا لم يكن المنصب الجديد لشرودر شرفياً فإن ذلك سيدعو للاشتباه في أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وفر لشرودر وظيفة ليتكسب منها بعد تركه العمل السياسي. وفي موسكو، ذكرت صحيفة"كوميرسانت"الروسية التي تصدر في موسكو في معرض تعليقها على المنصب الجديد لشرودر ان الرجل ليس هو أول صديق يهديه بوتين منصب رفيع في شركة غازبروم العملاقة حيث ساعد بوتين من قبل في تعيين ممثل مصرف دريسدن في موسكو، ماتياس فارنينغ في منصب المدير التنفيذي لأعمال الشركة. وأضافت الصحيفة أن فارنينغ كان قد تعرّف الى بوتين فيما كان لا يزال ضابطاً في الاستخبارات الروسية في ألمانياالشرقية خلال الثمانينات من القرن الماضي. وأعربت الصحيفة في تعليقها عن الاعتقاد في أن شخصيات ألمانية في ثقل شرودر وفارنينغ يمكن أن تساعد شركة غازبروم في تحقيق هدفها الطموح وهو الاستحواذ على سوق الغاز في أوروبا حيث تحاول الشركة امتلاك أكبر شركة خطوط غاز في غرب أوروبا والتي تربط بين روسياوألمانيا وهولندا وبريطانيا. يذكر أن شركة شمال أوروبا لأنابيب الغاز ان إي جي بي تتبع كلاً من شركة غازبروم الروسية وشركتي"أيون"وپ"بي إيه أساف"الألمانيتين.