كشف السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد وجود"شبكة دعم لبنانية"للمسلحين"إسلاميين وبعثيين"في العراق، تتكون اساساً من"حزب الله"اللبناني وتقع ضمن"الشبكة العريضة للدعم السوري"، محذراً دمشق من أن"الوقت ليس لمصلحتها"وأن سلوكها في المنطقة سيجلب اليها"مزيداً من الضغوط الدولية"و"العزلة". وفي أول اتهام مفصل لسورية باستخدام لبنان لدعم"متمردي العراق"، أوضح السفير الأميركي في لقاء مع"الحياة"في غرفة محصنة بالسفارة الأميركية في لندن أن"حزب الله"اللبناني يلعب دور الوسيط بين سورية و"المتمردين"، فيشارك في تسليحهم وتدريبهم ونقل خبراته الى عناصرهم. وأوضح خليل زاد أن"جزءاً من شبكة الدعم في لبنان، والتي تؤثر في العراق تتعلق بحزب الله. السوريون مرتبطون بحزب الله والايرانيون كذلك. وبعض الانتقال للأسلحة والتدريب الجاري يتم عبر حزب الله. ولهذا هناك ارتباط لبناني". وأشار الى أن"بعض البعثيين في العراق ليسوا مرتبطين فقط بسورية إنما أيضاً بعناصر في لبنان". لكنه شدد على أن هذه"العلاقة أساسها النظام السوري وعناصر ذات ارتباطات إيرانية". وانتقد السياسات السورية في المنطقة، عازياً اياها الى"اختلال وظيفي في الشرق الأوسط الكبير"اذ"يعتقد البعض بأن الطريقة المثلى لتحقيق تطور تكمن في استغلال مصاعب جيرانه. وهذا أمر غير مقبول ويسبب مشكلات أمنية مهمة في العالم والمنطقة". وقارن خليل زاد"سلوك"دمشق بما كانت تشهده أوروبا قبل قرون، قائلاً إن"الوقت حان لقلب صفحة جديدة كما فعلت أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية بعد عقود وقرون كثيرة من مثل هذا التصرف. هذا زمن تحد لنا في الشرق الأوسط ونحتاج الى العمل مع الناس المحليين لوقت طويل". لكن السفير الأميركي الذي يتحدث الانكليزية بلكنة إيرانية حذر من أن بلاده"لا يمكنها قبول هذه الحال لفترة غير محددة"، ملمحاً في الوقت ذاته الى وجود"جواز"لانهاء عزلة سورية ويتمثل في"ليس فقط في احترام سيادة لبنان والتعاون في التحقيق حول اغتيال الحريري بل أيضاً في احترام سيادة العراق وقرارات الأممالمتحدة حوله... وليس عليهم أن يقولوا الشيء الصحيح فقط بل فعله أيضاً، وسنراقب أعمالهم عن كثب". وقال إن"القوات المتعددة الجنسية موجودة في العراق بتفويض من الأممالمتحدة وبدعوة من الحكومة العراقية المنتخبة ومدد مجلس الأمن لها بالاجماع"، لافتاً الى أن"مساعدة المتمردين وتقديم تسهيلات لهم سيكون متعارضاً مع القرارات الدولية". ورأى أن"هذا قرار على القيادة السورية أن تتخذه. ومن المفترض أن يكون بات واضحاً للسوريين الآن أن المزيد من هذه التصرفات سيجلب المزيد من الضغوط. وحان الوقت للقيادة في سورية لتغيير مقاربتها جذرياً وفعل ما في وسعها لمنع استخدام أراضيها ضد العراق". وختم خليل زاد قائلاً إن"الضغط ازداد في شكل كبير والوقت ليس الى جانبهم. وصبر المجتمع الدولي ينفد ليس فقط بالنسبة الى سلوكهم في لبنان بل أيضاً في العراق".