أعني بالتعريب، الاهتمام بنشر العربية الفصحى شكلاً وموضوعاً في مجتمعاتنا العربية التي تسود فيها اللهجات المحلية، كالمصرية والمغربية، ذلك ان اللغة العربية الصفحى هي لغتنا القومية في العصر الجاهلي ولغتنا القومية والدينية في العصر الاسلامي، وستبقى ذلك الرباط القومي والديني الذي جمع أمتنا العربية جاهليين واسلاميين، قطريين ووحدويين، من قبل ومن بعد، وسيجمعنا الى الابد. اما من حيث الموضوع، فنقول بوجوب تدريس الفصحى من الصفوف المدرسية الدنيا جداً كرياض الاطفال الى الصفوف العليا في المعاهد والكليات والجامعات. ويحتج دعاة تدريس اللغات الاجنبية منذ الصغر بدعوى اجادتها في سبيل الدراسة في المعاهد العالمية الاجنبية، مع ان الطالب العربي يستطيع اجادة أي لغة اجنبية بفضل قوة اللغة العربية العجيبة التي تنطق بكل حروف اللسان، الضاد والصاد، والعين والغين، والسين والشين، والقاف والكاف. واللغة العربية هي لغة عالمية من الواجب الديني لمئات المسلمين في انحاء العالم تعلمها لقراءة القرآن، ومن واجبنا نحن العرب ان نؤسس ونمول مدارس عربية في بلاد العالم الاسلامي، ايضاً ان نقدم الدعم المالي للطلاب المسلمين الذين يأتون للدراسة في بلادنا العربية. اما الاهتمام بالعربية من حيث الشكل، فمثلاً نكتب وزير التخطيط السيدة فلانة، ونكتب النائب السيدة فلانة، والصحيح ان نكتب وننطق وزيرة ونائبة لأنها لفظة انثوية اجمل، ألم يقل الخليل بن احمد فقيه اللغة العربية العظيم بصحة فتح المنادى المضموم فنقول يا اميمة لأن المنادى انثى، واحتج بأنه سمع ذلك من الاعراب والافحاح. ومن الاغلاط الشكلية ان تسجيل الشركات الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة يتم بكشل مغلوط، فيكتب"شركة المستثمرون العرب"والصحيح"شركة المستثمرين العرب"، ومن الاغلاط الشائعة كتابة كلمة"أبو"مرفوعة دائماً مثل"ابو حمور، ابو الراغب"مع انها يجب ان تتأثر بعوامل النصب والجر. ومن الاغلاط الشائعة استعمال كلمات اجنبية ككلمة"مسج"بدل كلمة"رسالة"، واستعمال كلمة"بوك"بدل"كتاب"وپ"سكول"بدل"مدرسة". ومن العادات القبيحة ان يشتم احدهم الامة العربية اذا سمع غلطاً من فرد عربي، مع ان الامة العربية، بحسب الحديث الشريف،"خير امة اخرجت للناس". وفي زيارة شخصية لدائرة المياه في جبل الحسين عمان كان احدهم يصدر التعليمات علناً مع الاسف بلهجة مصرية بينما سمعتها وكنت مسروراً بلغة فصحى بدائرة السير في ماركا. ومن أشكال الاغلاط الكبرى هي اغلاط اللافتات"الآرمات"التي تملأ شوارعنا كما نراها في العاصمة عمان، فكثير من الفنادق والمقاهي تسمي نفسها بأسماء اجنبية مع انه لا يدخلها اجنبي واحد مثل ستراند، اليوبيل، توغذر، تو ون تو... وقد انتبهت لذلك الغلط دائرة الامانة العامة في إمارة رأس الخيمة وقامت بنزع تلك اللافتات المخالفة بنفسها وقامت بتغريم اصحابها. في الاردن مؤسسة رسمية كريمة للغة العربية هي مجمع اللغة العربية يقوم مشكوراً بواجبات التعريب والتصحيح، حبذا لو يتدخل لحماية اللغة العربية في كل مكان وفي كل الاحوال، مثلاً موضوع اصلاح اغلاط اللافتات التجارية وان يكون للمجمع ممثل ومستشار في كل مؤسسة رسمية وغير رسمية. علينا واجب الشكر لكل مواطن في الاردن يحاول تعليم نفسه وأولاده وأحفاده اللغة العربية الفصحى وحفظ بعض سور القرآن الكريم كتاب أمتنا العربية المبين. الاردن - هاني السعودي