منحت نتائج الانتخابات المصرية الحزب الوطني الحاكم وزعيمه الرئيس حسني مبارك دفعة قوية نحو قيادة البلاد لولاية خامسة. وأعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية المصرية التي جرت الاربعاء الماضي النتائج التي تضمنت أن عدد المسجلين في لوائح الاقتراع 31 مليون و826 ألفاً و284 مواطناً، وعدد الذين أدلوا بأصواتهم سبعة ملايين و305 آلاف و36 مواطناً بنسبة 23 في المئة، وبلغت نسبة الأصوات الصحية 98 في المئة، وحصل مرشح الحزب الوطني محمد حسني مبارك على ستة ملايين و316 ألفاً و784 صوتا بنسبة 88.571 في المئة وحصل رئيس حزب الغد الدكتور ايمن نور ثانيا وحصل على 540405 صوتا وجاء رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة ثالثاً وحصل على 208891 صوتا وجاء ترتيب السبعة الناخبين كالتالي: اسامة شلتوت التكافل 9750 صوتا، وحيد الاقصري مصر العربي الاشتراكي 11881 صوتا، ابراهيم ترك الاتحادي الديموقراطي 5831، ممدوح قناوي الدستوري 5481 صوتا، أحمد الصباحي الأمة 493 صوتا، وفوزي غزالي مصر 422 صوتا، وأخيراً رفعت العجرودي الوفاق القومي 406 أصوات. وأبدت مصادر في الوطني ارتياحها الى النتائج ورأت أنها"عبرت عن تأييد ساحق من الشعب المصري لمبارك"، إلا أن دوائر الوطني لم تستطع اخفاء عدم ارتياحها الى مجيء نور ثانيا في ترتيب المتنافسين. وأعربت عن اعتقادها بأن جماعة"الاخوان المسلمين"منحت أصواتها الى نور، ما رفع نسبة المقترعين لمصلحته وجعلته يتفوق على رئيس حزب الوفد الذي حل ثالثاً. ورغم أن دوائر حزبية توقعت أن يدشن مبارك سلسلة من الاجراءات الاصلاحية مستنداً الى التأييد الشعبي الذي عكسته نتيجة الانتخابات وكذلك نجاح التيار الاصلاحي في الحزب في إدارة حملته الانتخابية من دون وقوع اخطاء من الوزن الثقيل. لكن المصادر استبعدت مصالحة بين"الوطني"و"الغد"على اعتبار أن نور كان الأكثر شراسة في الصراع الانتخابي وتناول مبارك ونجله جمال بكثير من العبارات الحادة. ورغم المعلومات على بقاء حكومة الدكتور احمد نظيف في موقعها الى ما بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل إلا أن توقعات ذهبت الى أن عدداً غير قليل من الحرس القديم في الحكومة والحزب سيختفون من واجهة المشهد السياسي لكون البرنامج الانتخابي لمبارك يحتاج الى شخصيات مختلفة ستعمل على تنفيذه وفقاً لمقتضيات تختلف كثيراً عن تلك التي سادت في السنوات الماضية. ورغم أن نور شكك في نتائج الانتخابات وسعى إلى إعادتها عبر طلب منه الى اللجنة المشرفة على الانتخابات التي رفضت الطلب إلا أن أوساط"الغد"لم تخف ارتياحها الى كونه حل ثانياً وانتصر على عدوه اللدود جمعة. وأشارت الى أن النتائج طرحت نور كمنافس قوي لأي مرشح للوطني في الانتخابات الرئاسية المقبلة خصوصاً بعدما حصل نور على خبرة واسعة ستفيده في المعركة الانتخابية المقبلة. ورأت دوائر سياسية ان مجيء رئيس الغد ثانياً في السباق الرئاسي حَسّن من وضعه في قضية تنظر فيها محكمة الجنايات قبل نهاية الشهر الجاري متهم فيها بالتزوير اذ يمكن اذا صدر حكم ضده أن يفسر على أنه موقف سياسي بعدما تحدى مبارك شخصياً.