توصل وفد السنّة الى اربيل والزعيم الكردي مسعود بارزاني إلى اتفاق مبدئي على نص دستوري على هوية العراق، يتوقع أن لا تعترض عليه قائمة "الائتلاف" الشيعية التي ترى ضرورة تضمين الدستور اشارة واضحة إلى الانتماء العربي للعراق، وسط تضارب في الأنباء عن صيغة النص الجديد. واعتبر عبد الجليل الفيلي، المستشار السياسي لمسعود بارزاني، أن القيادات الكردية لا تعارض اعتماد هوية للعراق يتفق عليها العرب السنّة والشيعة، مؤكداً أنهم الأكراد "تنازلوا عن حقهم في اضافة عبارة الأكراد في العراق جزء من الأمة الكردية"، مشيراً إلى ان صيغة جديدة قدمها رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري تحظى برضى الأطياف السنّية. وأوضح الفيلي ل "الحياة" أن "الأكراد كانوا مصرين خلال محادثات سابقة على اعتماد صيغة أنهم "جزء من الأمة الكردية" إذا أصر العرب على أنهم "جزء من الأمة العربية" في الدستور. لكن الرئيس جلال طالباني "قدم تنازلاً بالتوافق مع بارزاني كي لا يكون الأكراد عقبة في علاقات العراق مع محيطه العربي". وأضاف ان "التعاطف الكردي مع السنّة لضمان قبولهم مسودة الدستور ينسجم والتقارب المذهبي بين الطرفين"، ولفت إلى ان "القيادات الكردية التي عانت التهميش في عهد صدام حسين تحاول منع تهميش أي طائفة في العراق الجديد، إلا أن السنّة يرفعون سقف مطالبهم كلما حصلوا على تنازل". وزاد ان "السنّة برفضهم المسودة، إذا افترضنا ذلك، فإنهم لن يتمكنوا واقعياً من اسقاطها عبر الاستفتاء لأن الغالبية العظمى من الشعب العراقي من الشيعة والأكراد ستقف إلى جانب الدستور، ولا يوجد دستور في العالم حظي بإجماع كلي ومن الطبيعي أن تبرز جهة معارضة له". وأوضح أن المشاورات السنّية - الكردية في أربيل سعت إلى "تحقيق دستور توافقي، وأي اتفاق بين الطرفين لا بد أن يطرح" على كتلة "الائتلاف" الشيعية "ولا أعتقد بأنهم سيمانعون لا سيما في ما يتعلق بالهوية، بعدما أصبحت الصيغة النهائية العراق "جزء من العالمين العربي والاسلامي". من جهته، قال عضو الجمعية الوطنية عن "الائتلاف" عباس البياتي ل "الحياة" إن "النص القانوني حتى الآن هو المسودة الدستورية التي تمت قراءتها في الجمعية" في 22 آب اغسطس، وأضاف أن "التعديل الوحيد على المسودة الذي جرى على البند يتعلق بهوية العراق. وستضاف عبارة "وهو عضو مؤسس وفعال في جامعة الدول العربية ويلتزم بميثاقها" إلى عبارة "العراق بلد متعدد القوميات والمذاهب والأديان وهو جزء من العالم الاسلامي"، مشيراً إلى ان "كل الأطراف متوافقة على هذا التعديل وسيتم إقراره في الدستور الذي سيقدم إلى بعثة الأممالمتحدة لطبعه الاسبوع المقبل". لكن عضو اللجنة الدستورية في البرلمان بهاء الأعرجي قال ل "الحياة" إن "التعديل المتعلق بهوية العراق ينص على أن العراق جزء من العالمين العربي والاسلامي". وأكد أن التعديل الجديد جاء على خلفية "مطالب جماهيرية ترى ان الاشارة إلى عضوية العراق في الجامعة العربية ليس كافياً". من جهته، قال الناطق باسم "مجلس الحوار" صالح المطلك ل "الحياة" أمس إن "نصاً لا يتضمن الاشارة إلى انتماء العراق العربي لن يحظى بموافقة السنّة"، وأكد أن النص الذي يعد العراق "جزءاً من العالم الاسلامي وعضواً مؤسساً وفعالاً في الجامعة العربية وملتزماً بميثاقها" سبق ان رفضه السنّة. وزاد ان اضافة العراق جزء من العالمين العربي والاسلامي "مقبول لدى السنّة الذين يفضلون ان يشير النص صراحة إلى انتماء العراق إلى الامة العربية".