شن الجيش الأميركي، بمساعدة القوات العراقية أمس، عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم"بوابة النهر"في بلدات الحقلانية وبروانة وحديثة في محافظة الأنبار غرب لاخراج المسلحين الذين طردوا القوات العراقية من هذه المناطق وقتلوا جنوداً من مشاة البحرية الأميركية المارينز الشهر الماضي. وفي أكبر عملية من نوعها هذا العام، بحسب الجيش الأميركي، هاجم 2500 جندي أميركي مجموعة من القرى والبلدات في وادي الفرات شمال غربي العراق، وسط قصف عشرات المقاتلات والمروحيات أضاءت بلدات الحقلانية وبروانة وحديثة قبيل فجر أمس، أسوشييتد برس. وشوهدت عشرات الطلقات النارية في أجواء المنطقة ليلاً، في حين غرقت مناطق واسعة من الحقلانية في الظلام اثر انقطاع التيار الكهربائي. وقال قائد العملية اللفتنانت - كولونيل كريستوفير ستارلينغ أن الغارات الأميركية استهدفت جسوراً في أنحاء المنطقة للحؤول دون فرار المسلحين الى الصحراء. وكان في استقبال الآليات والجنود الأميركيين عشرات العبوات التي زرعت على الطرق الرئيسية المؤدية الى بلدات المنطقة، بحسب قادة عسكريين أميركيين. وأفاد شهود أن قناصين من المارينز انتشروا على سطوح منازل في الحقلانية، فيما طالب جنود أميركيون السكان عبر مكبرات الصوت بالبقاء في منازلهم. وقال الكولونيل ستيفن ديفيس أن هذه العملية تعدّ"خطوة الى الأمام في إزالة المتمردين واعادة البلاد الى الشعب العراقي"، لافتاً الى أنها ستساعد الناس في حديثة على الاقتراع بحرية في الاستفتاء على الدستور المقرر اجراؤه منتصف هذا الشهر. وجاء في بيان للجيش الأميركي أن"الهدف من العملية الاجهاز على أنشطة الارهابيين في مناطق وادي الفرات الثلاث وكذلك تحرير السكان المحليين الأبرياء من حملات القتل والاغتيالات التي طالت الأطفال والنساء الرجال". وقال البيان إن"حديثة مدينة مهمة وتعتبر تقاطع طرق لمرور مقاتلي تنظيم القاعدة القادمين من الحدود السورية"، مضيفاً:"من خلال حديثة يمكن للمهربين الذهاب الى الموصل أو الفلوجة أو بغداد أو البقاء في محافظة الأنبار". ويقيم في هذه البلدات العراقية مئة ألف شخص ولا توجد مراكز للشرطة فيها ما يترك شوارعها عرضة لتسلل المسلحين. وسبق أن أعلن الجيش الأميركي أن أبا مصعب الزرقاوي كان يملك منزلاً في حديثة. وكانت القوات الأميركية بدأت السبت الماضي عملية عسكرية واسعة في بلدات السيدية والكرابلة ورمانة"لاستئصال تنظيم القاعدة في العراق"الذي يحصل على"التعزيزات والمؤن"من سورية. وما زالت هذه العملية متواصلة. وجاء ذلك في وقت أعلن الجيش الأميركي مقتل خمسة جنود أميركيين أول من أمس، أربعة منهم سقطوا خلال العمليات العسكرية الواسعة التي يشنها غرب العراق، فيما قتل آخر في اطلاق نار شمال بغداد. وأوضح الجيش في بيان أن"جندياً من مشاة البحرية الأميركية المارينز قُتل في انفجار قنبلة خلال مشاركته في عملية"القبضة الحديد"في منطقة الكرابلة قرب الحدود العراقية - السورية". وتابع في بيان ثان أن"اثنين من جنود المارينز قتلا خلال مشاركتهما في عملية قتالية في منطقة الحقلانية غرب العراق فيما قُتل الثالث في انفجار عبوة في الحقلانية". وفي بيان ثالث، أكدت قيادة الجيش الأميركي في بلد"مقتل جندي أميركي متأثراً بجروحه نتيجة اطلاق نار تعرض له أمس الاثنين شمال بغداد". ووقعت أمس مواجهات عنيفة، بحسب بيان للجيش الأميركي، بين القوات الأميركية والعراقية من جهة و"متمردين"من جهة أخرى في جنوببغداد، ما أدى الى مقتل"كثير من المتمردين"وثلاثة جنود عراقيين. وتابع البيان:"في الوقت الذي كانت فيه قوات عراقية لحفظ النظام تنفذ عمليات جنوببغداد تعرضت لاطلاق نار من أسلحة خفيفة قامت به مجموعة من الارهابيين يصل عددهم الى حوالي 40 شخصاً". وأضاف:"فيما كانت القوات العراقية تتبادل النار مع المتمردين، تدخلت وحدة من القوات الأميركية أعقبتها عملية اسناد جوي، ما أدى الى مقتل كثير من قوات العدو". وتابع البيان:"وصلت تعزيزات لقوات حفظ الأمن العراقية الى المكان وشاركت في القتال ضد المتمردين تبعتها قوات من الجيش العراقي والمغاوير التابعين لوزارة الداخلية". وأكد البيان أن"حوالي 30 متمرداً إما قتلوا في هذه المواجهات أو أصيبوا أو اعتقلوا، اضافة الى مقتل ثلاث عناصر من قوات حفظ النظام العراقية"التي نفذت"عملية تفتيش للمنازل القريبة من مكان الحادث بحثاً عن متمردين". وأكد مصدر في وزارة الداخلية أن"هذه المواجهات وقعت في منطقة اليوسفية، وأدت الى مقتل اثنين من قوات مغاوير الشرطة وجرح 12 آخرين". ومن جانب آخر، أعلن الجيش الأميركي في بيان شن عملية عسكرية جديدة بمشاركة القوات العراقية في أحد الأحياء الجنوبية من مدينة الرمادي ل"خلق مناخ آمن للسكان"ليدلوا بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور منتصف الشهر الجاري. وأوضح الجيش أن"الهدف من العملية التي يشارك فيها 400 من عناصر الجيش العراقي و500 من قوات مشاة البحرية المارينز والقوة الجوية هو اعاقة حركة المتمردين في الأحياء الجنوبية من الرمادي التي ينقلون الأسلحة والعتاد الى داخلها". وأكد أن طائرات حربية ودبابات ومدرعات وعربات مقاتلة تشارك في العملية. وأضاف البيان أن"العملية الجارية حالياً ستساعد على خلق مناخ آمن للسكان المحليين للتصويت على الدستور في 15 تشرين الأول اكتوبر". وفي غضون ذلك، أعلنت الشرطة أن سيارة ملغومة يقودها انتحاري دخلت"المنطقة الخضراء"المحصنة وسط بغداد ضمن قافلة سيارات أخرى وانفجرت داخلها، ما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص واصابة ستة. ودخلت السيارة الملغومة"المنطقة الخضراء"التي تضم سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا ومقر الحكومة العراقية من المدخل الذي يستخدمه عادة الموظفون والصحافيون. وأفادت الشرطة أن السيارة انفجرت أثناء تفتيشها في أول نقطة تفتيش داخل المنطقة، مشيرة الى أن القتلى جنديان ومدني وأن المصابين الستة هم أربعة جنود وشرطيان. من جهة ثانية، دعا"تنظيم القاعدة في العراق"المقاتلين السنّة الى تصعيد هجماتهم على القوات الأميركية أثناء شهر رمضان الكريم. وأورد"تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في بيانه حديثاً للنبي محمد ص يقول فيه:"اذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين". وأضاف البيان الذي نشر على موقع اسلامي على الانترنت أن"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين يعلن أن يوم الثلثاء هو أول أيام شهر رمضان المبارك بحلوله ضيفاً كريماً ويسأل الباري جل ذكره أن يمكن لكم في الارض ويدفع عنكم صولة عدوكم". وأضاف:"ونحن في رمضان هذا نقول وا اسلاماه، ونستنهض الهمم، ونحرض المؤمنين لقتال عباد الصليب الذين استباحوا الحرمات والأعراض، وهدموا المساجد والديار، وأحرقوا المصاحف، وعاثوا في الأرض فساداً".