سار الاتحاد الأوروبي وروسيا خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الثنائي، وركزت القمة الروسية الاوروبية التي انعقدت أمس في لندن على ملفات العلاقة بين الطرفين، خصوصاً ما يتعلق بتخفيف التدابير المفروضة على مرور المواطنين الروس الى أوروبا وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام المحادثات ان القمة شكلت نقطة انطلاق اساسية من أجل"رفع مستوى التعاون بين الطرفين الى درجة جديدة". ولفت الى ان الاهتمام انصب خلال المفاوضات على وضع خطوات عملية للشروع في تطبيق اتفاقية الفضاءات الأربعة التي كان الطرفان وقعاها في موسكو في أيار مايو الماضي وتنص الاتفاقية على تأسيس أربع فضاءات مشتركة في مجالات الاقتصاد والأمن الداخلي والحريات، والأمن الخارجي ومسائل التعليم. وأعلن بلير عن قرب توصل الطرفين الى توقيع اتفاقية جديدة للتعاون تشكل نسخة محدثة عن اتفاقية التعاون الموقعة بين روسيا والاتحاد منذ عشرة سنوات، لكنه اعتبر ان أهم نتائج القمة أمس تمثلت في توقيع جملة اتفاقات حول تخفيف القيود المفروضة على الروس لدخول اوروبا وتعزيز التبادل التجاري الاقتصادي بين الجانبين. وعلى رغم ان بلير لفت خلال حديثة الى ان الجانبين"استعرضا الملفات الاقليمية والدولية"واشار خصوصاً الى ملفي ايران والعراق، لكن مصادر قريبة من الوفد الروسي المحت الى ان القمة ركزت اهتمامها على الملفات الثنائية ولم يشأ الجانبين التوقف أمام ملفات خلافية. وقال سيرغي ياسترجميسكي مساعد الرئيس الروسي ل"الحياة"ان المدة الزمنية المخصصة لمناقشة ملف التسلح الايراني كانت"قصيرة جداً". من جانبه اعتبر بوتين ان المرحلة المقبلة ستشهد تحديد التوجهات الاساسية للتعاون بين الجانبين وال ان على الاوروبيين والروس استكمال تطبيق الخطوات التي تخفف من"الفواصل القائمة داخل اوروبا الواحدة"واعتبر ان الاتفاقات التي وقعت أمس"خطوة اولى نحو ازالة الحواجز نهائياً". ولفت بوتين الى ان روسيا ستظل"الشريك الموثوق"للاوروبيين، مشيراً الى ان ثلث حاجة اوروبا من النفط يأتي من روسيا، فيما تصل امدادات الغاز الروسي الى نحو 90 في المئة من مجموع حاجة الاوروبيين. واضاف بوتين ان المخاوف التي أثارها توقيع الاتفاق الروسي - الألماني لمد انابيب غاز من روسيا الى المانيا مباشرة"مبالغ فيها"مشيراً الى التزام موسكو بتعزيز التعاون مع شركائها الاوروبيين في كل المجالات خصوصاً على صعيد الطاقة. الى ذلك، بدأت مساء أمس في لندن أعمال قمة ثنائية روسية - بريطانية وقالت مصادر الكرملين ان الجولة الموسعة من المناقشات التي تنعقد صباح اليوم ستركز على ملفات العلاقة الثنائية اضافة الى الملفات الساخنة في العالم، وسيتم خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي الى لندن تقليد أوسمة روسية لعدد من البحارة البريطانيين الذين تمكنوا في آب اغسطس الماضي من انقاذ حياة سبعة من البحارة الروس بعدما نجحوا في انتشال غواصة روسية غرقت على عمق 120 متراً. وعلى رغم اجواء الارتياح التي سيطرت على مناقشات الطرفين أمس لكن اوساطاً في الوفد الاعلامي المرافق لبوتين تحدثت عن وجود"عدد من النقاط الخلافية"التي ما برحت تشكل عائقاً أمام دفع العلاقات الثنائية، في اشارة الى ما وصفته مصادر روسية بأنه"ظاهرة اللاجئين السياسيين الجدد"، والمقصود هم عدد من المعارضين الروس الذين لجأوا الى بريطانيا أخيراً، وبينهم البليونير بوريس بيريزوفسكي والزعيم الشيشاني أحمد زاكايف. وشددت مصادر قريبة من الكرملين الى ضرورة ان يتجاوز الطرفان الروسي والبريطاني"نقاط التوتر في العلاقة الثنائية"معتبرة ذلك شرطاً اساسياً لدفع العلاقات بين البلدين.