سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عقوبات جماعية للضفة ومخاوف من "انتفاضة ثالثة"... ومشاروات مصرية لعقد حوار القاهرة . عباس متأكد من استئناف الاتصالات مع اسرائيل وشيراك يتمسك ب "خريطة الطريق" ودعم السلطة
غداة الهجومين الفلسطينيين اللذين أسفر أحدهما عن مقتل ثلاثة اسرائيليين جنوبالقدسالمحتلة، فرضت السلطات الاسرائيلية عقوبات جماعية على الضفة الغربية وشددت الحصار داخلها وسط تضارب في الموقف الرسمي ازاء"تعليق"الاتصالات الامنية مع الفلسطينيين، في وقت ابدى الرئيس محمود عباس ابو مازن في باريس ثقته بأن هذه الاتصالات"ستستأنف في أسرع وقت". راجع ص 4 واعرب عباس خلال مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس جاك شيراك في الاليزيه قبيل محادثاتهما، عن أسفه الشديد للاحداث التي وقعت في الاراضي الفلسطينية، وقال ان الهجمات"تسيء كثيرا للهدنة التي التزمنا بها". واضاف انه"متأكد"ان الاتصالات التي قررت اسرائيل تجميدها مع الفلسطينيين"ستستأنف في أسرع وقت ممكن لان لدينا مواضيع كثيرة سنناقشها مع الاسرائيليين". من جانبه، اعرب شيراك عن أمله بأن يعطي الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة"دفعاً للعملية السياسية المؤدية للسلام والتي تسمح بقيام دولتين قابلتين للاستمرار وتعيشان جنبا الى جنب بسلام وأمن". ورأى ان"خريطة الطريق تبقى مرجعيتنا، مرجعية فرنسا ومرجعية الاتحاد الاوروبي اللذين يتابعان ويعززان مساعدتهما للسلطة الفلسطينية في الاصلاحات التي ينبغي ان تستمر في مجالات الامن والقانون والتنمية الاقتصادية والاجتماعية". وكان الرئيس الفلسطيني وصل الى باريس قادما من القاهرة حيث اطلع الرئيس حسني مبارك امس على المواضيع التي سيبحثها بعد غد الخميس مع الرئيس جورج بوش خلال لقائهما في البيت الابيض. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد ان مبارك اطلع عباس على نتائج ما يجريه من مشاورات مع الاطراف الاقليمية والدولية من اجل تعبئة الدعم اللازم على المستويات السياسية والاقتصادية للشعب الفلسطيني. واضاف ان مصر تتطلع الى"لقاء ناجح بين الرئيس الفلسطيني والرئيس بوش... وان يفتح اللقاء الطريق امام فرصة جديدة لتحريك عملية السلام وان يتعاون الجميع بحسن نية؟ وقالت مصادر مصرية ل"الحياة"ان مشاورات تجري في القاهرة مع ممثلين عن"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وحركة"الجهاد الاسلامي"تمهيداً لاجراء جولة جديدة من الحوار الفلسطيني - الفلسطيني قد تعقد قبل نهاية الشهر الجاري او مطلع الشهر المقبل في العاصمة المصرية بهدف البحث في تمديد الهدنة حتى نهاية العام المقبل وحل الخلافات بين السلطة و"حماس". وتأتي الجهود المصرية في وقت اعربت اوساط عسكرية اسرائيلية امس عن مخاوف من امكان اندلاع"انتفاضة ثالثة"فلسطينية في ضوء غياب أفق سياسي واستمرار سياسة الاستيطان وبناء الجدار الفاصل ونقل العمليات العسكرية الفلسطينية من قطاع غزة الى الضفة. واعتبرت هذه الاوساط ان الهجومين الفلسطينيين اول من امس مؤشران الى اقتراب"الطوفان"واندلاع انتفاضة ثالثة. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز اتخذ اجراءات عقابية في حق الفلسطينيين بعد الهجومين شملت فرض حصار داخلي على المدن الفلسطينية ومنع تنقل الفلسطينيين في طرق الضفة بواسطة سياراتهم الخاصة. وفي هذا الصدد، اغلقت اسرائيل بالسواتر الترابية والحواجز العسكرية مداخل بلدات وقرى في الضفة، علماً انها فرضت اغلاقا على الضفة ومنعت اصدار تصاريح مرور الى القدس واسرائيل منذ شهر تقريبا، كما واصلت حملات الدهم والاعتقال والاغتيالات في صفوف الناشطين الفلسطينيين. وتضارب امس الموقف الاسرائيلي من مسألة"تعليق"الاتصالات مع السلطة، فبعدما اعلنت مصادر رسمية ان رئيس الحكومة آرييل شارون اتخذ قرارا بتعليق هذه الاتصالات، حتى ان صحيفة"هآرتس"ذهبت الى حد القول ان اسرائيل"ألغت"القمة المتوقعة بين شارون وعباس، نفى مكتب شارون اتخاذ اي قرار في شأن تعليق الاتصالات.