سلم الجيش الاسرائيلي أمس القوات الأمنية الفلسطينية السيطرة على مدينة بيت لحم، جنوبالضفة الغربية، وأعاد نشر قواته خارج المدينة التي ابقاها محاصرة. وتوقعت مصادر فلسطينية ان تكون مدينة رام الله الاسبوع المقبل المحطة الثانية في عمليات إعادة انتشار الجيش الاسرائيلي الى مواقع قريبة من تلك التي كان يحتلها قبل اندلاع انتفاضة الاقصى في أواخر ايلول سبتمبر من العام 2000 راجع ص4 و5. وأعرب الرئيس الاميركي جورج بوش أمس عن "سروره الكبير" بما تحقق من تقدم نحو اقرار السلام في الشرق الاوسط، إلا أنه جدد دعوته للفلسطينيين لتفكيك المنظمات "الارهابية". وقال بوش: "اننا سعداء للغاية بما نراه حتى الآن لكننا واقعيون". وأضاف: "هناك اناس ما زالوا يكرهون. انهم يكرهون اسرائيل، ويكرهون فكرة السلام، ولا يطيقون فكرة وجود دولة مسالمة جنباً الى جنب مع اسرائيل، وهم مستعدون او ربما كانوا مستعدين ليهاجموا". وذكر بوش "حركة المقاومة الاسلامية" حماس تحديداً، وقال: "حماس ليست منظمة مسالمة عندما تكون مستعدة لتفجيرات ضد اناس وتدمير حياة ابرياء". وعبر الرئيس الاميركي في اتصال هاتفي مع نظيره المصري حسني مبارك عن تقديره للجهود التي بذلتها مصر مع الفصائل الفلسطينية للتوصل الى موقف موحد في الاتفاق بين الفلسطينيين واسرائيل. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط إن بوش أكد خلال الاتصال عزم الادارة الاميركية على الاستمرار في بذل الجهود من أجل الالتزام ببنود الاتفاق بين الطرفين بما يمكن من تنفيذ "خريطة الطريق". وأشارت الى اتفاق الرئيسين على أن ما تم التوصل اليه يمثل خطوة ايجابية، وعلى "العمل سوياً لتشجيع الطرفين على اتخاذ خطوات اكثر تقدما لمصلحة أمن واستقرار الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني وبما يعزز مسيرة السلام الشامل والدائم في الشرق الاوسط". وفي رام الله، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في مقابلة مع "رويترز" ان الهدنة ستنهار إذا لم تطلق اسرائيل عدداً كبيراً من الأسرى الفلسطينيين. وأكد رداً على سؤال هل ستعاقب السلطة الفلسطينية من يخرقون الهدنة: "سنتعقبهم. واعتقد ان الشعب الفلسطيني سيقبل ذلك لأنه قبل بالهدنة ويريد الحفاظ عليها، لذا فإن من ينتهكون الهدنة، من أي فصيل كانوا، سيودعون في السجن". وكان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز قال قبل ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي امس ان الاسابيع المقبلة ستكون حاسمة للغاية، مشيراً الى ان "جهاز الأمن سيتابع بدقة تطبيق الفلسطينيين التزاماتهم". وأضاف ان "الاختبار الحقيقي للسلطة الفلسطينية سيأتي عندما تنتقل من مرحلة "صد الإرهاب" الى مرحلة اجتثاث بنيته التحتية". عوامل احباط الهدنة واعتبر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون في جلسة خاصة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلية ان "الانتفاضة تقترب من نهايتها وهذا انتصار لإسرائيل". وقال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي آفي ديختر ان ثمة ثلاثة عوامل قادرة على افشال الهدنة والاتفاق الأمني بين الفلسطينيين واسرائيل هي سورية وإيران والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، معتبراً إيران "أكبر دولة ارهابية في العالم"، زاعماً انها "متورطة" في الارهاب وبشكل مباشر ضد اسرائيل. الى ذلك، قال رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي افرايم هليفي في سياق محاضرة القاها في تل ابيب الثلثاء ان الهدنة الفلسطينية قد تقود الى تطورات ايجابية بالنسبة الى اسرائيل تتمثل ب"اضطرار حماس الى تغيير توجهها وجلدها"، مطالباً اسرائيل بمتابعة التغييرات التي قد تحصل داخل "حماس" وما اذا كانت الحركة ستعمل على تعزيز تسلحها خلال فترة الهدنة. وأضاف ان الانتفاضة الفلسطينية "تشرف على نهايتها". وتوقع هاليفي ان تكون السنة المقبلة "سنة الحسم على الحدود الشمالية" اللبنانية، وقال انه بغض النظر عن نيات"حزب الله" اللبناني، فان "اسرائيل لا يمكنها ان تسلم بالتهديد الذي يشكله حزب الله على اسرائيل"، مضيفاً ان حقيقة امتلاك الحزب مئات الصواريخ الموجهة نحو اسرائيل "ليست واقعاً يمكن ان نقبل به لفترة طويلة". وزاد ان السنة المقبلة ستشهد "ازالة هذا التهديد بهذه الوسائل او تلك"، من دون توضيح طبيعة تلك الوسائل.