اعلن الجيش الباكستاني امس، وقف عمليات الانقاذ، في ظل تقلص آمال العثور على ناجين الى اقل من 2 في المئة بعد نحو اسبوع من وقوع الزلزال المدمر والذي اودى بحياة 25 الف شخص على الاقل حتى الآن، وبدء مرحلة ازالة الانقاض وتطهير المدينة. وتخشى السلطات انتشار الاوبئة، في وقت لا يزال الآف الناجين يمكثون في العراء. واعلنت انها تخطط لتشييد مراكز موقتة لاحتواء الناجين،"ما يحتم استخدام اكبر عدد من الجرافات والرافعات وسواها من المعدات الثقيلة لتنفيذ هذا العمل، كما من الضروري انسحاب فرق الاغاثة من المناطق المنكوبة لتسهيل ايصال المساعدات الدولية وتوفير الخدمات الصحية"، بحسب ما جاء على لسان الرائد فاروق نصير. وبدورها، اكدت الاممالمتحدة وقف عمليات البحث عن احياء، وأعلن منسقها الدولي للمساعدات الانسانية الطارئة يان ايغلاند ان اعادة اعمار المناطق المنكوبة"ستكلف بلايين الدولارات"وستستغرق"بين خمس الى عشر سنوات". وأوضح ايغلاند ان تلقي الاممالمتحدة نحو 225 مليون دولار يمثل بداية لعملية اعادة الاعمار"لكنها غير كافية، اذ نحتاج الى المزيد من الاموال من المجتمع الدولي". وفي وقت اعلن منسق فرق الانقاذ مع الاممالمتحدة البريطاني ستيوارت دونز انقاذ ستة عشر شخصاً في مظفر آباد في الايام الاخيرة، انتشلت رضيعة في شهرها ال18 على قيد الحياة. معاناة على رغم المساعدات وميدانياً، تواصلت معاناة الناجين مع الارتدادات الزلزالية، بعدما ضربت هزة بقوة 5،3 درجة على مقياس ريختر مظفر آباد ليل الخميس الجمعة، وكذلك مع تدني درجات الحرارة خلال الليل الى ست وسبع درجات تحت الصفر. الا ان ذلك لم يمنع تسارع عمليات الاغاثة في مظفر آباد، حيث نقلت أطنان من سلع الاغاثة جواً إلى المناطق المتضررة امس. واستبعد المدير العام لادارة الارصاد الجوية قمر الزمان شودري أن تؤدي التوابع الزلزالية إلى عرقلة عمليات الاغاثة في المنطقة، وقال:"الاكيد ان هذه التوابع ستستمر في الاسابيع الثلاثة أو الاربعة التالية، الا أن شدتها وعدد مرات حدوثها تتراجع في شكل تدريجي، ولن تؤثر سلباً في عملية الاغاثة المستمرة". وايضاً، خرجت عشر شاحنات محملة بامدادات الاغاثة من مظفر آباد ترافقها حراسة مسلحة حتمها تعرض شاحنات اخرى للنهب في الايام السابقة. وتنصب جهود إسلام آباد حالياً على توفير الخيام للمتضررين قبل حلول الشتاء، لكنها غير واثقة من امكان تحقيق هذا الهدف، على رغم انها استوردت مليوني قطعة. ويذكر ان إسلام آباد لم تتخذ قراراً في شأن قبول مساعدات من إسرائيل والجماعات اليهودية - الاميركية او رفضها، في حين استقبلت امس العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لتقديم تعازيه في ضحايا الزلزال. وارسل الاردن طائرتين محملتين بمواد الاغاثة ومستشفى ميداني تضمن 25 سريراً اشرف عليه خمسون موظفاً من بينهم 11 طبيباً. وفي ولاية جامو وكشمير الهندية، حيث قتل 1300 شخص السبت الماضي، شكا السكان من مشكلات لوجستية عرقلت توزيع مساعدات الاغاثة على ما يقدر بنحو 150 ألف شخص من الناجين الذين واجهوا سلبيات البرد القارس. وقال مسؤولون في الولاية إن المتضررين يحتاجون إلى عشرين ألف خيمة،"لم يتلقوا الا سبعة آلاف خيمة منها حتى الآن.