بين الزيارتين اللتين قام بهما أمس السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان لوزير العمل طراد حمادة المقرب من"حزب الله" وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون لوزير الطاقة محمد فنيش "حزب الله"، ولقاء السفير الفرنسي في بيروت برنار ايمييه وفنيش في بيروت الأسبوع الماضي، وزيارة النائب في الحزب حسن فضل الله لباريس أخيراً على رأس وفد نيابي، فان مصادر قريبة من"حزب الله"ترى أن واشنطنوباريس، المعنيتين بتطبيق ما تبقى من بنود القرار الدولي الرقم 1559 في شأن نزع سلاح المقاومة، باتتا على قناعة بعدم امكان فرض تنفيذ هذا الشق من القرار، وبضرورة انتظار نتائج الحوار اللبناني - اللبناني في هذا الشأن، بل وربما انخراط هذه الدول نفسها في حوار مع الحزب، سواء مباشرة عبر وزرائه ونوابه، أم غير مباشرة عبر الوزراء القريبين منه. وعلى رغم ان حمادة حرص اثر اللقاء الذي دام ساعتين على تأكيد ان فيلتمان لم يحمل أي رسالة الى"حزب الله"أو منه، الا أنه قال ل"الحياة"انه أبلغ السفير الأميركي أن"ذاكرتنا طرية بالنسبة لمآسي الاحتلال كما هي ذاكرتكم بالنسبة الى 11 أيلول سبتمبر، وبالتالي من حقنا أن ندافع عن أنفسنا ونبني استراتيجيتنا للدفاع عن وطننا. ووافق فيلتمان على أن اللبنانيين قادرون على التفاهم في ما بينهم على الأمور الخلافية، وأن واشنطن ستوافق على نتائج هذا الحوار وعلى أي استراتيجية تقرها الحكومة اللبنانية كلها". من جهته، شدد بيدرسون اثر زيارته فنيش على"ضرورة أن يبقى الوضع في جنوبلبنان هادئاً وان يكون للحكومة والجيش اللبنانيين دور فاعل في الجنوب". يأتي ذلك غداة زيارة النائب فضل الله رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النيابية على رأس وفد ضمه ونائب اللقاء الديموقراطي عبدالله فرحات للعاصمة الفرنسية، وهي الأولى من نوعها لنائب في"حزب الله". وعلى رغم أن الزيارة كانت للبحث في العلاقات البرلمانية الثنائية والتعاون الاعلامي بين البلدين ومن ضمنه قضية حظر باريس بث قناة"المنار"التابعة للحزب، الا أن السياسة حضرت فيها بقوة. وتناولت المحادثات التي أجراها الوفد في الخارجية الفرنسية كل المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية ومن بينها مسألة نزع سلاح"حزب الله". وكان اللافت ما رشح من كلام فرنسي مباشر حول"ضرورة نزع مسببات وجود السلاح"وليس"أولوية نزع هذا السلاح"، وتأكيد باريس انها"تتفهم الخصوصيات اللبنانية وتحرص على دعم الديموقراطية التوافقية في شأن المواضيع الخلافية، بما يجعل فرنسا متمايزة عن غيرها من الدول". وكان هناك تأكيد من الجانبين على أهمية الحوار واستمراره. وقال فضل الله لپ"الحياة"إن لقاءات الوفد التي شملت أيضاً نائب رئيس مجلس الشيوخ ورئيس المجلس الاعلى للمرئي والمسموع دومينيك بوديس"كانت ايجابية ومفيدة. استمع الفرنسيون الى وجهة نظرنا المستندة الى توافق لبناني تجلى في التزام الحكومة المنبثقة من الانتخابات بحق المقاومة، كما تجلى في موقف المجلس النيابي وشرائح الشعب اللبناني التي تعطي للمقاومة توصيفها الحقيقي بأنها مقاومة وليست ميليشيا". وأضاف:"لم يكن الهدف الخروج بقرارات محددة، ولكن تبادل وجهات النظر، خصوصاً في شأن وقف بث تلفزيون"المنار"، وتمكنا من فتح ثغرة في الجدار".