كثيرة هي المنافع التي تجنيها تركيا من الاتحاد الأوروبي ولا شك، وأهمها عملها في تفعيل الحوار بين الحضارات والأديان. فالعالم يعاني صراعاً حاداً سببه اختلاف الثقافات التي حولت العالم قطبين ثقافيين. وهذا الاستقطاب بدأ بأحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر والرد الأميركي عليه، وشكل محوراً لاستقطاب ثقافي يقلق اوروبا ويضر بمصالحها. وضم تركيا الى الاتحاد الأوروبي قد يسهم في وقف هذا الصدام أو في إظهار الخطأ من اللجوء الى العنف في سبيل حل الخلاف الحضاري هذا. وهذا الدور تتبناه تركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم. ولذا عاد الى اردوغان ورفاقه ان يتزعموا هذه المسيرة. وانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي ليس مهماً على صعيد عولمة الاقتصاد ودعم الاستقرار فحسب. فكلما رسخت تركيا في الاتحاد الاوروبي، استطاعت ان تنقل اليه منظومة قيمها وحضارتها. وأهمية تركيا، بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي، في أنها تمثل تلك القيم الحضارية. والعالم الاسلامي أقوى من يقدر ويفهم الحاجة الى تفاهم الحضارات. وهذا هو السبب في كون العالم الاسلامي شاركنا فرحتنا بقرار بدء المفاوضات في اللوكسمبورغ. وتركيا كانت في السابق القوة التي دافعت عن العالم الاسلامي في وجه الغرب. والعالم الاسلامي يدرك ان تركيا اليوم تدافع عنه من داخل أوروبا. عن فهمي كورو، يني شفق التركية، 5/10/2005