استمرت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مثلث باكستان - الهند - أفغانستان بالارتفاع، في وقت أعلن مسؤول الصحة في مظفر آباد خواجة شابير أن الملاريا وأمراضاً أخرى بدأت تظهر في الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير حيث انهارت الخدمات الصحية نتيجة الزلزال. وأشار مسؤولون إلى أن الجثث والصرف الصحي لوثت نهر نيلوم، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في العاصمة الإقليمية مظفر آباد. وقال شابير:"انهارت الخدمات الصحية بالكامل هنا، والملاريا والنزلات المعوية والأمراض التي يحملها الماء الملوث تفشت بالفعل في المناطق الأكثر تضرراً في المدينة"، مرجحاً أن يسوء الوضع. راجع ص8 وحذّرت الأممالمتحدة من خطورة تفشي الكوليرا والالتهاب الرئوي. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان عن الحاجة إلى جهود إغاثة طبية هائلة. وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز أن العدد المؤكد للقتلى بلغ 23 الف قتيل، وعدد الجرحى نحو 51 الفاً، مؤكداً احتمال ارتفاع عدد القتلى. ولفت الى ان نحو 2.5 مليون شخص شردوا نتيجة الزلزال. وتحدثت مصادر أخرى عن 42 ألف قتيل، فيما رفع الناطق باسم"الإغاثة الإسلامية"وسيم يعقوب الحصيلة إلى 80 ألفا"أو ربما أكثر". وشكا الناجون بمرارة من انعدام المعونات الأساسية. وتوقفت رحلات المروحيات من قاعدة شكلالا الجوية قرب إسلام آباد ومن مناطق أخرى بسبب رداءة الطقس. وأعلن فريق من الدفاع المدني الفرنسي عن انقاذ خمسة أولاد من تحت أنقاض مدرسة مدمرة، قاطعاً الأمل بالعثور على أحياء آخرين. وفي إسلام آباد، عثرت فرق الإنقاذ الباكستانية والبريطانية على سيدتين على قيد الحياة تحت أنقاض سلسلة أبراج مارغالا. وتعهدت دول العالم بإرسال اكثر من 20 مروحية إلى المناطق النائية المتضررة، إلا أن قلة منها وصلت. وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس، بإطلاق حملة تبرعات شعبية على مستوى مناطق البلاد، لجمع التبرعات لمصلحة ضحايا الزلزال. وشهدت قاعدة شكلالا الجوية بالقرب من إسلام آباد وصول 4 طائرات نقل من دولة الإمارات تحمل مستشفى ميدانياً ومعدات وفريقاً طبياً، بينما حطت طائرة أردنية في القاعدة نفسها وعلى متنها الأمير راشد بن طلال الذي قاد فريقاً طبياً أردنياً من 43 طبيباً وممرضاً. ويأتي ذلك بعدما أعلنت الأممالمتحدة أن نحو ألف مستشفى"دمرت بالكامل"جراء الزلزال، مما جعل من الصعب معالجة آلاف الجرحى.