توقع كثيرون النجاح للفنان الشاب أحمد زاهر عندما شاهدوه للمرة الأولى في مسلسل"الرجل الآخر"، حيث لعب دور ابن نور الشريف ببراعة أثارت الإعجاب ولفتت نظر الجمهور والنقاد على السواء. وعلى رغم ملامحه الطفولية، استطاع زاهر ان يتقن أدوار الشر، ولم يحبس نفسه في أدوار محددة. غير ان كل تلك النجاحات التي وضعته في مصاف النجوم الشباب لم تمنع انتقاده أخيراً لقبوله الظهور في مشهد واحد مع عادل إمام في فيلم"عريس من جهة أمنية"، خصوصاً أن المشهد أظهره في صورة ساخرة تختلف عن الكوميديا، غير الصورة التي توقعها الناس. فماذا يقول الفنان أحمد زاهر عن هذا الدور، وعن دوره في مسرحية"ليالي الأزبكية"، التي تعرض حالياً على خشبة المسرح القومي."الحياة"التقته، وكان هذا الحوار. يبدو أن السينما لم تعطك حقك، فدورك في فيلمي"كلم ماما"ثم في"عريس من جهة أمنية"لم يكونا على المستوى المطلوب؟ - هناك فرق كبير بين الفيلمين. ففي"كلم ماما"خدعت بالمعنى الحرفي للكلمة، وأكدت هذا في كل وسائل الإعلام حتى قبل عرض الفيلم، وأقولها بصوت عال: أنا بريء من"كلم ماما". عرض عليّ عدد من السيناريوات المماثلة بعدها، لكنني كنت أرفض حتى قراءة تلك النوعية من الأعمال. اتبع اليوم قاعدة ذهبية: أقدم دوراً قوياً في عمل تلفزيوني ولا أقوم ببطولة فيلم سينمائي شبيه ب"كلم ماما". أما بالنسبة لفيلم"عريس من جهة أمنية"، فالموضوع كان مختلفاً. وعلى رغم انني لا أحظى دائماً بالعروض السينمائية، إلا أنني وافقت فوراً على طلب عادل إمام مشاركته في عمله. قلت من دون تفكير: أنا تحت أمرك. قيمة دوري، حتى ولو اعتبره البعض صغيراً، يتجلى في كونه مشاركة عادل إمام العمل. استغرق تصوير دوري نهاراً كاملاً عدت بعدها إلى منزلي سعيداً، فشعرت بأنني مثلت بجد، وأنا بالفعل فخور جداً بهذا المشهد على رغم اعتراض البعض عليه. هل جاء رد فعلك تجاه فيلم"كلم ماما"في غير مصلحتك، بمعنى آخر هل أثر سلباً في اختيارات المخرجين، وقلل من فرصك في العمل في السينما؟ - حتى لو حدث ذلك، لا يهمني. المخرج الناجح يعرف تماماً من هم صناع هذه الأفلام الهزيلة الخالية من أي مضمون، يعرف جيداً كيف تصنع، وكيف أنها تتوخى فقط الربح المادي. خدعوا نشوى مصطفى في فيلم"أللمبي"، إذ فوجئت بأن كل المشاهد التي صورتها حذفت في المونتاج، فظهرت كما لو كانت"كومبارس"وهذا لا يصح إطلاقاً، لذلك لا أنوي تكرار التجربة مرة أخرى. هل"ليالي الأزبكية"التي تقوم ببطولتها حالياً على خشبة"المسرح القومي"هي أول عمل مسرحي لك؟ - هذه أول بطولة مسرحية ليّ على مسرح الدولة بعد الاحتراف. قبل ذلك، كانت لي تجارب عدة قبل الشهرة، منها"إدلعي يا دوسة"أمام فيفي عبده على مسرح خاص. وعلى مسرح الدولة، قدمت دوراً صغيراً في"أهلاً يا بكوات"، و"الليالي المخمورة"و"يا طالع الشجرة"وكنت أيامها ما زلت طالباً."ليالي الازبكية"مأخوذة عن نص إيطالي من تأليف"براندلو"، وهي من إعداد الدكتور اسامة أبو طالب، رئيس البيت الفني، ومن إخراج سمير العصفوري وبطولة ماجدة الخطيب وبثينة رشوان وعمر الحريري وعدد كبير من الوجوه الجديدة من طلبة أكاديمية الفنون. بالنسبة للدراما التلفزيونية، هل يمكن القول إنك متخصص في أدوار الشر؟ - هذا غير صحيح. قدمت أدواراً متنوعة منها الشر كما ذكرتِ، مثل دور"نسيم"في مسلسل"للعدالة وجوه كثيرة"، ومنها الخير مثل دوري في مسلسل"الرجل الآخر"، إذ قدمت دور شاب مات في النهاية وهو يحاول إنقاذ والده، وفي مسلسل"العصيان"قدمت دور شاب"جدع". ظن بعضهم أنني متخصص في دور الشر بعد نجاحي في دور"نسيم"، ويبدو أن ملامحي الطفولية تصدم المشاهد عندما أؤدي دور شر وتقدم مفارقة يحبها الناس، هنا لاپبد من أن أذكر انني بعد"للعدالة وجوه كثيرة"ظللت عاماً كاملاً من دون عمل، لأن كل الأدوار التي عرضت عليّ كانت شراً، ولم أحب أن أحبس نفسي في هذا القالب. صحيح أنني أصور الآن مسلسلاً جديداً أقدم فيه دور شر، لكنني قبلته لأن العمل ككل متقن ومكتوب في شكل جيد، ولأنني مؤمن بأن الفنان الحقيقي لا بد من أن يقدم كل الأنماط، وهذا الدور سيكون مفاجأة لأنه شر بشكل جديد تماماً.