كثير من النجوم، شيء من الضجّة الإعلامية... أسماء تظهر وأخرى تغيب... تظاهرة محلية، وأخرى ضخمة... بعض تلك الأحداث يتخذ طابعاً محلياً وبعضها الآخر تتجاوز اهتماماته وتطلعاته البعد العربي إلى البعد"الدولي"... للوهلة الأولى، يتصور القارئ أن الصيف عاد من جديد، وأن زحمة المهرجانات بدأت تنعش المنطقة... إلا أن الواقع أن الأحداث المذكورة ليست سوى"مهرجانات شتائية"بدأت تنجح سنوياً في تفعيل حركة فنية، تجارية وسياحية، تحتاجها المنطقة بعد خريف هادئ خفتت فيه أضواء النجوم وشلت تقريباً حركة السياحة... بعض الدول، خصوصاً الخليجية منها، استفادت جيداً من طقس لطيف في فترة الشتاء، وقدمت تظاهرات محلية فرضت اسمها على خارطة المهرجانات العربية وكونت قاعدة جماهيرية لا بأس بها. تلك المهرجانات استطاعت أن تستقطب أهم النجوم الذين بدأوا فعلاً يستعدون لمهرجانات الكويتوالدوحةودبي... فها هو محمد عبده يكسر قاعدته الذهبية ويقدم جديده في"هلا فبراير"بعد أن جرت العادة أن يخص جمهور مهرجان جدة بالجديد المنتظر. وها هو جمهور المطربة الإماراتية أحلام يرسل رسالة احتجاج، تناقلتها صفحات الجرائد والإنترنت، يعرب من خلالها عن امتعاضه من عدم مشاركة نجمتهم في"هلا فبراير". وبعيداً من الناحية الفنية، استطاعت تلك المهرجانات أن تنعش السوق المحلية: عدد كبير من السياح ينتظر سنوياً مهرجان دبي للتسوق، قطر تستعيد نشاطها التجاري مع انطلاق مهرجان الدوحة، وقس على ذلك... كويت يا سلام بين هذه المهرجانات وتحت شعار"كويت يا سلام"، انطلقت منذ أيام فاعليات مهرجان"هلا فبراير"لعام 2005، افتتح المهرجان بكرنفال متميز تضمن عروضاً فنية منوعة. وسبق الكرنفال افتتاح مهرجان التسوق منذ 51 الشهر الجاري، فبدأت المحلات والمجمعات التجارية تقديم الحسومات على متخلف البضائع. يضم المهرجان الذي يستمر شهراً واحداً عدداً من العروض الفنية لفرق محلية وعربية وعالمية إضافة إلى برامج ثقافية ستأخذ العام الحالي مساحة مناسبة بعد الإقبال منقطع النظير الذي شهدته العام الماضي. كما يستضيف المهرجان باقة من ابرز الشعراء المشهود لهم على الساحة المحلية والخليجية والعربية بهدف خلق الأجواء المناسبة بين جموع المهتمين والمتابعين لحركة الشعر في البلاد. من جهة ثانية، تشكل حفلات مهرجان"هلا فبراير"حدثاً فنياً ينتظره جمهور الخليج بلهفة، ويحدث ضجة في كواليس المحطات المحلية والعربية لتغطية الحفلات، وإجراء المقابلات، ورصد الأعمال الجديدة: تطل رانيا السباعي في برنامج"آخر الأخبار"على فضائية"روتانا"- والشركة المذكورة هي المشرفة على الليالي الفنية - لتجري مقابلات مع الفنانين المشاركين في الحدث. وتعود المذيعة اللبنانية يمنى شري إلى الأضواء بعد غياب طويل عبر برنامج يعرض على قناة الكويت الرسمية ليرصد أحداث المهرجان الفنية. الحفلات الفنية تنطلق اليوم مع نبيل شعيل، نانسي عجرم، فرقة ميامي، شعبان عبد الرحيم، وحمد الناصر. الفنان الكويتي عبدالله الرويشد يغني على مسرح المهرجان مساء غد الخميس، بمشاركة كل من المغني اللبناني فضل شاكر، شيرين وجدي وفواز الرزوق. أما مساء الأربعاء 2 شباط فبراير، فيطل حسين الجسمي ووائل كفوري وأنغام وعبد الرحمن الحريبي. عند الثامنة والنصف من مساء الخميس 3 شباط يغني أبو بكر برفقة نوال الزغبي وعيضة المنهالي وحسين الاحمد. أما يوم الأربعاء 9 شباط، فيطل عمرو دياب مع المطربة الكويتية نوال، ونجم ستار أكاديمي بشار الشطي ويوسف العماني. ويختتم فنان العرب محمد عبده الحفلات الغنائية هذا الموسم مساء الخميس 10 شباط. وفي وقت، ترددت في كواليس المهرجان أن اليسا لن تشارك بسبب خلافات بينها وبين المنظمين شكا بعضهم من مخاوف إلقاء"روتانا"قبضتها على المهرجان وإخفاقها في جذب الجمهور كما حصل في مهرجان قرطاج الصيف الماضي، وأشار عدد من أهل الصحافة إلى أن دعم"روتانا"أعطى المهرجان وهجاً خاصاً. نتائج أفضل؟ وأعلنت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية عن دعمها الكامل لمهرجان"هلا فبراير"2005 وتقديم عرض ترويجي متميز لهذه المناسبة يتضمن خفض أسعار التذاكر خلال فترة المهرجان بنسبة تصل إلى 50 في المئة، وذلك لجذب اكبر عدد من الزوار في المنطقة ودول العالم إلى دولة الكويت والمساهمة في دعم البرنامج التسويقي للمهرجان. وتوقع المسؤولون أن يحقق مهرجان"هلا فبراير"نتائج افضل من المهرجانات السابقة جراء حال الانتعاش الاقتصادي واستقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة وعودة رؤوس الأموال إضافة إلى الاهتمام بالنشاط السياحي. همّ التجديد الذي نجده في هذا المهرجان، بنسب متفاوتة، هو الذي يميّزه على المدى الطويل... وبين استياء بعضهم وحماسة بعضهم الآخر، وبين خلافات الفنانين واهتمامات المنظمين، نتمنى للزوار شتاء هنيئاً ومهرجانات ممتعة!