جرت العادة أن تخبئ المهرجانات مفاجآت ونجاحات ومواقف طريفة وأحداثاً مفبركة، وهذا ما حدث في الأيام الثلاثة الماضية خلال فعاليات مهرجان الدوحة السادس للأغنية. فعلى صعيد الشكل، حرصت إدارة المهرجان على أن يكون مسرح"الدقنة"في فندق شيراتون الذي تقام عليه الحفلات، مبهراً يعبر عن شعار الدورة السادسة"عودة إلى الطرب الأصيل". وقال المهندس جوزيف حنوش الذي تولى التنفيذ:"نفذ المسرح على هيئة رسوم فنية شكلت نجمة عربية ذات طراز أندلسي ليعكس تأصيل الطرب الأصيل". على صعيد الغناء، استمتع الجمهور بأصوات 8 مطربين في حفلتين منوعتين إضافة إلى حفلة خصصت للطرب العراقي. انطلاقة الليلة الأولى كانت مساء السبت الماضي مع الفنان القطري منصور المهندي، ثم غنى الفنان السعودي عباس إبراهيم. إطلالة ديانا حداد تميزت بمذاق خاص، إذ عرفت كيف تمتع الجمهور الذي تراقص على موسيقى أغانيها. واختتمت الليلة الأولى بصوت المطربة نوال. أما ليلة الأحد، فغنى خلالها بهاء سلطان الذي حظي بتعاطف الجمهور بسبب إصراره على الغناء على رغم حال الإجهاد التي بدا عليها، وقدم عدداً من أغانيه التي أحبها ورددها الجمهور مثل"يا ترى يا حبيبي"و"عشان أسامحك"وغيرهما، ولكنه لم يستطع استكمال وصلته الغنائية واعتذر على الهواء أثناء وقوفه على المسرح، وقال مخاطباً الجمهور:"اعذروني لم أعد استطيع الغناء في هذه الحالة، فهذا مهرجان كبير ويستحق مني أكثر من ذلك. كنت أتمنى أن أرضيكم لكن ظروف مرضي حالت دون ذلك". وكان بهاء سلطان أشاد في مؤتمره الصحافي بالمهرجان، واعتبر أن مشاركته فيه تشكل محطة مهمة في سيرته الفنية. اختتمت دينا حايك وصلتها بأغنية وردة"خليك هنا خليك"، واستمتع الجمهور بصوت طلال سلامة وأغانيه واختتمت الليلة الثانية مع المطربة أحلام. وكان الجمهور في الليلة الثالثة على موعد مع"الطرب العراقي". بدأ الاحتفاء بالموسيقى العراقية مع الياس خضر الذي قدم أغاني صفق لها جمهور العراق في الحفلة، خصوصاً عندما غنى مقطعاً من أغنية"غلطة ودفعنا ثمنها أجمل أيام السنين... يا خسارة ليلكم ضيع نهاره". ثم قدمت المطربة المخضرمة أمل خضير عدداً من أغانيها الرومانسية مثل أغنية"سلم يا حبيب الروح". وتجاوب الجمهور مع حسين نعمة الذي تأثر كثيراً بالتصفيق. ختام الليلة العراقية كان مع النجم كاظم الساهر. ارتفعت اللافتات وأعلام العراق وعلا التصفيق والهتافات. بدأ الساهر وصلته بأغنية"بغداد لا تتألمي"، ونجح في أن يلهب حماسة الجمهور حين غنى معاناة الأطفال والشيوخ. وتعالت الهتافات ورفعت أعلام العراق، ثم غنى"ما دوري"و"احبيني"و"ايش صار". بعدها، دعا المطربة أسماء المنور لمشاركته غناء دويتو"اشكو أياماً"الذي قدمه معها في ألبومه الأخير. ثم غنى"يا صايغين الذهب"و"عبرت الشط"و"غزال". وبناء على طلب الجمهور غنى"ليلى". ونال تصفيقاً شديداً عند غنائه مقطع"نفيت واستوطن الأغراب في بلدي". وفي وقت رفض فيه القيمون على المهرجان تحميله أي صبغة سياسية، أثنى الكثيرون على محاولة جمع الليبي أيمن الأعتر مع السعودي محمد عبده، كما أكد بعضهم أن تخصيص ليلة للفن العراقي كان بادرة تستحق الثناء. وحدثت في الأيام الماضية بعض المواقف الطريفة، ومنها اضطرار الفنانة أحلام الى تبديل حذائها على المسرح واستبداله بآخر مريح. كما عملت الفنانة دينا حايك على تبديل فستانها بآخر اكثر حشمة، واستجابت لطلب إدارة المهرجان التي قالت إن شعارها الحقيقي هو"العودة إلى الطرب الأصيل... بلا عري".