انتهى مهرجان الدوحة بعشرين أغنية من صوت فنان العرب محمد عبده الذي غنى في وسط مملوء بالحب من جماهير قدمت من معظم الدول الخليجية كما كان فنان العرب هو ختام المؤتمرات الصحفية. الليلة الأولى كانت البداية على عكس ما اختتم به من حيث الهدوء الذي حل على بهو فندق شيراتون الدوحة فقد بدأ اليوم الأول في أوساط مزحومة ما بين انتظار ووصول وبدء مؤتمر ورفض وقبول الى آخره من الأمور التنظيمية إلا أن الإثارة والمنافسة كانتا موجودتين ما بين المطربين. فبعد أن رفض الفنان القطري منصور المهندي إقامة المؤتمر الصحفي الخاص به وسط استغراب الكثير من الصحفيين كون المؤتمر يضيف إليه ويعرفه بالصحفيين خصوصا في بداياته الفنية إلا أن الخوف من الصحافة وعدم القدرة على التعامل مع الصحفيين كان السبب الرئيسي في ذلك. من جهة أخرى كان هناك الفنان السعودي عباس إبراهيم ومدير أعماله اللذان ابهرا الكل بأسلوبهما الراقي في التعامل والتواضع الذي ظهرا به حيث طلب عباس من مدير أعماله أحمد قريبي إجراء لقاءات تلفزيونية وحوارات صحفية لعباس وكان يجيب بالقبول لكن بتنظيم إضافة الى الابداع الذي ظهر به في الغناء تلك الليلة مما أبهر الكل به. وقد اتضح ذلك في اليوم التالي عندما وصفه الكثير من الإعلاميين بالراقي. وكان استدعاء الفنانة ديانا حداد بدلا من الفنانة نانسي عجرم هو الحدث الأكثر إثارة رغم أن إدارة المهرجان بررت ذلك التبديل بأنه تصادم في مواعيد حفلات نانسي بعد أن تم تغيير يوم العيد وكون التاريخ الميلادي لا يتدخل في تقديم العيد أو تأخيره مما جعل البعض يفسر ذلك بأنه انسحاب.. الأمر الذي جعل استدعاء ديانا حداد أمرا لابد منه والبعض الآخر فسره بتراجع إدارة المهرجان خصوصا أن الفنانة نانسي عجرم لا يمكن تصنيفها تحت عنوان المهرجان وهو "العودة إلى الطرب الأصيل". كما كان رفضت الفنانة الكويتية نوال اقامة مؤتمرها الصحفي وهو ما أزعج بعض المسؤولين في اللجنة المنظمة لإيمانهم بأنه غير مبرر إلا أن نوال بررت ذلك بعدم وصول معظم الصحفيين. محبة الجماهير لنوال والتجمهر حولها بعد خروجها من المسرح هو ما جعلهم يمنعون خروج الجماهير بعد حفلة أي فنان من نفس الطريق. الليلة الثانية كانت كثرة الانتقادات حول مشاركة الفنان المصري بهاء سلطان من قبل الصحفيين هي ما جعل الكثير من الصحفيين يسعى الى معرفة سر نزوله من على المسرح وعدم اكمال وصلته الغنائية حيث فسره البعض بانه بسبب المرض والبعض الآخر فسره بانه ربكة وخوف وذلك كما ظهر في المؤتمر الصحفي الا انه بعد نزوله من على المسرح أوضح ان الاجواء كانت غريبة عليه مما سبب له شيئا من الاستغراب والذهول خصوصا أن المجتمع الخليجي مختلف عن المصري من حيث تقبله لأمور كثيرة. وحرصا من إدارة المهرجان على ظهور المهرجان بشكل جميل ودون أي انتقاد جعلهم يمنعون الفنانة اللبنانية دينا حايك من الصعود على المسرح بفستانها الذي كان (عاريا) ولا يتناسب مع المهرجان خصوصا انه مهرجان خليجي, كما انصدمت بعد صعودها على خشبة المسرح بأنها تغني وحدها في وسط غاب فيه الجمهور العربي وتحديدا اللبناني إضافة إلى المقاطعة من بعض الزملاء الصحفيين لمؤتمرها لعدم إعطائهم الفرصة الكافية في المؤتمر الذي سبقه للفنان كاظم الساهر. وكان الاستياء من الصحفيين الكويتيين هو الشعار الذي خرج به طلال سلامة من المهرجان حيث قامت الزميلة ليلى أحمد من مجلة "المجالس" باستخدام مفردات ركيكة أساءت إلى الصحافة الكويتية المنتمية إليها وذلك خلال مؤتمر طلال, إلا أن ذلك لم يؤثر عليه في وصلته التي تفاعل معها جميع الجماهير بالمواويل والألوان الحجازية التي أبدع فيها. وكون أحلام "البيت بيتها" كما يقال لم تقم لها مراسم استقبال في الفندق مثل باقي الفنانين حيث فضلت الذهاب إلى منزلها بقطر.. ولتصادم المواعيد بين البروفات الخاصة بحفلتها ووقت المؤتمر اعتذرت عن إقامته إلا أن البعض فسر ذلك بتفاسير أخرى اتضحت عبر صحفهم. وكعادتها أحلام مثيرة للجدل إلا ان هذه المرة جاءت من دون قصد فقد صعدت على المسرح وهي ترتدي حذاء ضيقا نوعا ما مما دعاها الى النزول من على المسرح والاستغناء عنه لتغني أغنية واحدة وهي حافية القدمين في منطقة قريبة من البيانو الذي كان في منطقة بعيدة عن أعين الجماهير ومن ثم عاودت لبس حذاء آخر تم إحضاره لها لتغني باقي الحفلة بوضع طبيعي. الليلة الثالثة كانت تلك الليلة محط أنظار الكل حيث نفدت جميع التذاكر لهذا اليوم. وقد أقيم مؤتمر للفنانين العراقيين اعتذر عن حضوره الفنان الياس خضر لانشغاله بالبروفات الخاصة بالحفلة فبدأ المؤتمر هادئا بحضور كل من الفنان حسين نعمة والفنانة أمل خضير إلا أن كثرة السؤال حول أغنية "البرتقالة" هو ما جعل حسين نعمة يخرج عن طوره في الحديث. كما أن انخفاض ضغط الدم هو ما جعل الياس لا يكمل وصلته التي خرج منها قبل توديع للجمهور. وما أبهر الكثير من الحضور أن هؤلاء المطربين لم يغنوا لأكثر من خمس عشرة سنة إلا انهم لم يلجأ أي منهم لدفتر على المسرح لقراءة كلمات الأغاني. وأثناء وصول الفنان كاظم الساهر الى الفندق طلب منه أن يحل ضيفا على برنامج "درة المهرجان" الا أن المذيعة الكويتية غادة رزوقي رفضت أن تقدم البرنامج مع الساهر. وبما أن الساهر كان محط أنظار الكثير من الصحفيين مما جعل حضورهم وبشكل كبير خلال المؤتمر الصحفي الخاص به مؤكدا إضافة إلى الروح التي ظهر بها أثناء المؤتمر والتي كانت الدافع وراء مقاطعة بعض الزملاء الصحفيين لمؤتمر دينا حايك حيث طالب الكثير من الصحفيين بإعطاء وقت أطول لمؤتمر كاظم ومنهم الصحفي عبدالله حمير القحطاني من مجلة "ليلة خميس" وكما كان يطالب هو بذلك بحجة أن البعض لديه أسئلة وكما تجمع الكل في مؤتمر كاظم كذلك ولأول مرة كان تجمع جميع الصحفيين في حفلته ورغم مرض كاظم إلا أن قدوم ولده من الحج والوقوف معه خلف المسرح كان أحد أسباب تميزه في تلك الليلة. وفي نفس الليلة وقبل بدء وصلة الساهر قام بتكريم زملائه الفنانين العراقيين حيث قامت المذيعة العراقية نورة من تلفزيون قطر بتقديمهم ورغم أنها ظهرت على المسرح بشكل مميز إلا أنها كانت مرتبكة على حد قولها وذلك كونها لأول مرة تقوم بالتقديم على المسرح. طلال سلامة اثناء المؤتمر