حفلت الليلة الثانية من مهرجان الدوحة السادس للأغنية بعودة للطرب الاصيل، كما هو شعار المهرجان لهذا العام، فقد تألق السعودي طلال سلامة في حفلة تاريخية مليئة بالعذوبة، طرز من خلالها هذا النجم مدى ما يتمتع به من امكانات صوتية هائلة، ساعده في ذلك التفاعل الجماهيري الكبير معه الذي ردد كثيراً «لك وحشة» يا طلال الغائب باستمرار عن المهرجانات الغنائية رغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها. كانت عذوبة «الجيم» الشهيرة لهذا الفنان تعود بنا للطرب الرومانسي الرقيق والعذوبة الممتزجة مع امكانات مسرح المهرجان الذي تناغم من خلاله الديكور الفخم مع الاضاءة المحترفة، ليصدح بهذا الجو الشاعري، أعذب صوت غنائي في الخليج. ورغم ان طلال سلامة غنى اكثر من ساعتين إلا ان هذا الوقت لم يكن كافياً للمتعة التي ارتشفها حضور هذه الليلة التاريخية لمهرجان طبق شعاره بالعودة للطرب الاصيل، خصوصاً ان طلال كان متألقاً بشكل كبير واتضح على محياه مدى الحب الذي يكتنف جمهوره في الدوحة. أما احلام فكانت ايضاً رائعة ومتألقة كعادتها عندما تتغنى بالدوحة، حيث قدمت العديد من اغانيها الشهيرة والممتزجة بحيوية احلام على المسرح والتفاعل الجميل معها، فكانت احلام في حفلة الدوحة افضل بكثير من حفلتها في دبي قبل ايام، كما تغنت احلام بمقاطع من جديدها القادم الذي يعد عودة لاسلوب احلام الاستفزازي للرجل كما هي في الكثير من اغانيها التي حققت من خلالها شهرة كبيرة ميزتها عن الكثير من المطربات الخليجيات. أما اللبنانية دينا حايك فكان حضورها جيداً في هذه الليلة خصوصاً عندما تغنت بعدد من الاغاني الشهيرة لعمالقة الطرب كأغنية «عندك بحرية يا ريس» لوديع الصافي، وكذلك الحال كان مع بهاء سلطان والذي كان عادياً جداً في تلك الليلة الطربية!! هذا ويلتقي الجمهور الليلة مع ليلة طربية بقيادة كل من: عبدالله الرويشد وانغام وفضل شاكر وعيسى الكبيسي. من المهرجان: ٭ أسوأ ما في هذا المهرجان اللقاءات المباشرة بين الفقرات الغنائية للمذيعة داليا البحيري البعيدة كل البعد عن اجواء هذا المهرجان بأسلوبها «البلدي» وبعدها عن ابسط معاني التقديم، فكانت تقليدية بكل ما تعنيه هذه الكلمة ونستغرب فعلاً قيامها بهذه المهمة الهامة والمشاهدون ينظرون خلف الكواليس للمهرجان. ٭ اللقاءات مع الصحفيين ضيوف المهرجان كانت اقل من المستوى فبعضهم عد هذه اللقاءات فقط للحديث عن اهتمام المهرجان بسكن الصحفيين وأكلهم وتنقلاتهم، فلم نسمع أو نشاهد أي لقاء يحمل قيمة فنية والطريف انه اثناء لقاء داليا البحيري مع الفنان طلال سلامة كان الحديث عن الدخلاء على الصحافة الفنية ارتبك الصحفي الذي كان معهم في اللقاء ولابعاد التهمة عنه قال: ان ادارة المهرجان لا تدعو الصحفيين الدخلاء!! ٭ عبر الفنان كاظم الساهر عن اسفه للخلاف الذي نشأ بينه وبين شركة روتانا بسبب ما يراه من تواضع حجم الدعاية التي وضعتها الشركة لألبومه الاخير (الى تلميذه) لكنه في المقابل نفى ان يكون لهذا الخلاف أي اثر على علاقته المتينة بشركة روتانا. وجاء حديثه هذا ضمن مؤتمره الصحفي الذي عقد في فندق شيراتون الدوحة على هامش المهرجان، وقد ابدى كاظم اعجابه بفكرة الطرب الاصيل (الليلة العراقية) وشكر ادارة المهرجان على هذه اللفتة التي وصفها بالرائعة، كما ابدى سعادته البالغة بدعوة الفنانة المغربية اسماء المنور التي شاركته غناء اغنية (نديم الحب) احدى اغاني البومه الاخير، والتي يتنبأ لها بمستقبل كبير اذ تتمتع بصوت نادر جداً على الساحة العربية وبامكانات كبيرة تجعلها مؤهلة لاحتلال موقعها ضمن منصة النجومية. هذا وكشف كاظم ان فنان العرب محمد عبده طلب منه ان يلحن له اغنية، لكن حتى الآن لم يتم ذلك، واكد انه يرحب بهذا التعاون مع هذا الفنان الكبير. ٭ كان من بين حضور هذه الليلة النجم عبدالحسين عبدالرضا ولذي رحبت به احلام كثيراً. ٭ في الليلة الثانية تحسن كثيراً «الصوت» المباشر من المسرح حيث تلافى المنظمون هذا الامر والذي اشرنا له في تغطيتنا يوم امس.