دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك لدى تدشينه النصب التذكاري لضحايا محرقة اليهود إلى"التيقظ"و"التصميم"في مواجهة"معاداة السامية"، مؤكداً أن"لا مكان لها في فرنسا"، لأنها"ليست رأياً"بل"انحرافاً قاتلاً". وقال شيراك خلال المراسم في باريس أمس:"أريد أن اكرر محذراً من أن لا مكان لمعاداة السامية في فرنسا. معاداة السامية ليست رأياً بل انحرافاً. انها انحراف قاتل". وأضاف:"معاداة السامية هي حقد تمتد جذوره في أعماق الشر، ولا يمكن السماح بأي ظهور له. ليس هناك عذر لأي أفعال أو كلام في هذا الصدد". واعتبر شيراك ان"هذا الحقد لا يحتمل سواء رشح من خلال الكتابات أو الكلام أو التلفزيون أو الكومبيوتر أو الأقمار الاصطناعية"، مؤكداً أن الحكومة الفرنسية"تبذل وستبذل كل ما في وسعها لوقف معاداة السامية". أنان وفي نيويورك، تعهد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان تحارب المنظمة الدولية معاداة السامية وأشكال العنصرية كافة، في كلمة ألقاها امام الجلسة الخاصة للجمعية العامة للامم المتحدة في ذكرى تحرير اسرى معسكرات الاعتقال النازية. وقال انان:"على الاممالمتحدة الا تنسى ابداً انها انشئت رداً على شر النازية وان المحرقة النازية ساهمت في تحديد مهمتها". وشارك في الجلسة التاريخية الخاصة التي عقدتها الجمعية العامة للامم المتحدة للمرة الاولى من نوعها لتكريم ضحايا المحرقة النازية، ناجون من المحرقة، من ابرزهم: ويلي فيزل احد الناجين من معتقل"اوشفيتز"، وبونا وبوتشينوالد الحائز جائزة نوبل للسلام، كما حضر الجلسة وزراء خارجية اسرائيل والمانيا وعدد من الدول. وأكد انان في كلمته التي اعقبت لحظة صمت تكريماً لضحايا المحرقة، ضرورة العمل على عدم تكرار فظائع المعسكرات النازية. وأضاف ان الاممالمتحدة التي انشئت بعد وقت قصير من انتهاء الحرب العالمية الثانية يجب ان تبذل ما في وسعها للحيلولة دون وقوع هذا النوع من الابادة الجماعية. وأشار الى ان اسرى حرب ايطاليين وبولنديين وسوفيات ومن عدد من الدول السلافية، اضافة الى اشخاص معوقين عقلياً او جسدياً او من مثليي الجنس وغيرهم،"ذبحوا كذلك بدم بارد"في معسكرات الابادة النازية. وأعرب انان عن أسفه، لأن عمليات الابادة الجماعية استمرت على مدى عقود بعد المحرقة النازية، كما الحال في كمبوديا ورواندا ويوغوسلافيا السابقة". وأشار في شكل خاص الى الازمة الحالية في دارفور غرب السودان. المجلس الأوروبي وفي ستراسبورغ د ب ا، أحيا المجلس الأوروبي الذكرى الستين لتحرير معسكر"أوشفيتز". وقال رئيس المجلس رينيه فان دير ليندن هولندي إن القتل الجماعي ل"ستة ملايين يهودي جريمة ذات أبعاد فظيعة بدرجة تجعلها تتخطى حواجز الزمن". وأضاف أن الجريمة ستبقى إلى الابد"جرحاً لا يندمل في الضمير الجماعي للبشرية"، في إشارة أيضاً إلى البولنديين والروس وغيرهم من الشعوب السلافية والغجر والشواذ جنسياً والمعوقين والمعارضين السياسيين الذين قتلهم النظام النازي. ودعا دير ليندن أعضاء المجلس إلى مواصلة نضالهم من أجل الانسانية والديموقراطية، محذراً من أن أوروبا لم تتحرر بعد من مشاعر معاداة السامية. وتحدث رئيس الكنيست البرلمان الاسرائيلي السابق شفاخ فايس وهو سفير بلاده لدى بولندا حالياً، أمام المجلس، مشيراً إلى أن ذكريات المحرقة ما زالت تؤرق اليهود. وقال إن الناجين ربما يقضون نهارهم مثل بقية الناس لكن لياليهم ما زالت"مروعة". شرودر وفي برلين، اعترف المستشار الالماني غيرهارد شرودر خلال احتفال لاحياء الذكرى في مسرح دويتشز، بأن معاداة السامية لا تزال مشكلة باقية في ألمانيا وتعهد بأن تحارب الدولة النازيين الجدد بكل قوة. وقال شرودر في كلمة أمام ناجين من المحرقة النازية هولوكوست وكبار رجال السياسة والمجتمع في ألمانيا:"أقف أمامكم ممثلاً لالمانيا الديموقراطية، مبدياً خجلي أمام أولئك الذين قتلوا وأولئك الذين نجوا من جحيم معسكرات الاعتقال". وأوضح أنه لا يمكن اختصار الحديث عن معسكر"أوشفيتز"بالاشارة إلى الزعيم النازي أدولف هتلر بوصف"هتلر الشيطان". وأضاف ان"الايديولوجية النازية كانت من صنع الناس وأرادها الناس". وأعرب شرودر عن افتخاره بأن الجالية اليهودية في ألمانيا، هي حالياً ثالث أكبر جالية يهودية في أوروبا وهي"كانت ولا تزال جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا". لكنه كرس جانباً كبيراً من كلمته لالقاء الضوء على خطر الاحزاب اليمينية المتطرفة في ألمانيا بعدما قارن سياسيون يمينيون بين قصف مدينة درسدن بالقنابل في الحرب العالمية الثانية والمحرقة النازية. وقال:"لا يمكن أن ننفي أن معاداة السامية ما زالت موجودة. وسنستخدم كل سلطات الدولة للتصدي لها". يذكر أن قوات الجيش الاحمر السوفياتي حررت بلدة"أوشفيتز"في 27 كانون الثاني يناير 1945. ومن المقرر إقامة مراسم في موقع معسكر الموت السابق في بولندا بحضور الناجين وأكثر من 30 زعيماً عالمياً، غداً الخميس. ويمثل ألمانيا في هذه المراسم الرئيس هورست كولر.