لم توفّر العمليات العسكرية العراقيين في عيد الاضحى، بل لاحقتهم الى المساجد مستهدفة أمن المصلين ومعه الامن السياسي والاجتماعي للبلاد، من خلال تفجير انتحاري بالقرب من مسجد للشيعة في بغداد. وادت عمليات اخرى الى مقتل وجرح العشرات من عناصر الشرطة والجنود العراقيين. واقتصرت خسائر قوات التحالف في الهجمات التي استهدفتها على قتيلين من المارينز وجندي ايطالي بعدما كانت سيارة مفخخة جرحت أول من امس تسعة جنود بريطانيين. قتل 14 شخصاً وجرح 40 آخرون في انفجار سيارة مفخخة قرب مسجد"الأقصى"للشيعة في حي الرسالة ببغداد، قبل صلاة الجمعة. وقال شهود ان من بين الجرحى نساء واطفالاً نقلوا الى مستشفى قريب. وعلق رئيس"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"عبدالعزيز الحكيم على الانفجار قائلا:"اصبح واضحا ان أولئك الذين يقومون بمثل هذه العمليات يهدفون الى ايجاد فتنة طائفية، انهم يريدون تحقيق هذا الهدف لكنهم لن يفلحوا في ذلك". وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العقيد عدنان عبدالرحمن ان الانفجار حصل في التاسعة صباحا"، وقالت الطبيبة ناديا حامد العاملة في قسم الطوارئ في مستشفى اليرموك"ان بعض الجرحى توفوا متأثرين باصاباتهم". وشاهد مراسل وكالة"فرانس برس"في المستشفى اربعة اطفال وفتيان اصيبوا اصابات بالغة وغطت الدماء اجسادهم بينهم فتاة في الرابعة عشرة من العمر وصبي اصيب في رأسه تم نقله الى مستشفى الجملة العصبية التخصصي. وقال الحارس محمد محمود ان الانفجار وقع"عندما كان المصلون انهوا للتو صلاة عيد الاضحى التي احياها الشيخ عبدالوهاب الكوفي امام وخطيب مسجد شهداء الطف في حي الرسالة"، وأوضح انه"في اللحظة التي كان فيها المصلون يغادرون المسجد جاءت سيارة مسرعة واصطدمت بميني باص كان متوقفا بالقرب من مدخل المسجد وقام السائق بتفجير نفسه داخل السيارة". وقال الشاهد محمود محمد علي ان"الانفجار حصل عندما كان عناصر من حزب الدعوة الاسلامي يقومون بتوزيع الحلويات والساعات على اطفال ونساء حضروا للصلاة لاحياء ذكرى قتلى انصار الحزب خلال حكم صدام حسين". وامكن رؤية بقايا احذية المصلين وبينها أحذية اطفال وبقع دماء وعباءة نسائية متروكة في مكان الانفجار امام المسجد بينما حضر العشرات من سكان الحي الى المكان لتفقد اقاربهم. وقال قاسم جبار الذي فقد اثنين من ابناء عمومته في الحادث اثناء وجوده في مستشفى اليرموك انه مصمم على المشاركة في الانتخابات على رغم تصاعد موجة العنف في البلاد. وقال:"الانتخابات ستجري في موعدها المحدد ويجب علينا المشاركة فيها مهما كان الثمن لانها الطريق الوحيد لانهاء الاحتلال". وكان المتشدد الأردني"ابو مصعب الزرقاوي"وجه رسالة لمناسبة عيد الاضحى بثت الخميس حمل فيها بعنف على الشيعة العراقيين مهاجما بشكل خاص المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الذي وصفه ب"الشيطان"وب"إمام الكفر والزندقة". وندد الزرقاوي بمشاركة الشيعة في المعارك ضد الفلوجة. واعتبر ان"90 في المئة من الحرس الوطني هم من الروافض الشيعة الحاقدين و10 في المئة هم من قوات البيشمركة الكردية وصدق من قال من العلماء في الرافضة انهم بذرة نصرانية غرستها اليهودية في ارض مجوسية". وأعلن المركز الاعلامي لقوات التحالف أن جنديا أميركيا من فرقة المشاة الاولى لقي حتفه وأصيب آخر فجر امس، خلال حملة عسكرية قرب بلدة الدلية لقتل أو اعتقال عناصر من خلية مسلحة تستهدف القوات العراقية بعبوات ناسفة. واوضح أن الجنديين"نقلا الى مركز طبي تابع لقوات التحالف وأن الجندي المصاب في حالة مستقرة". وقال"إن الحملة العسكرية استهدفت ثمانية مواقع يشتبه في أنها تؤوي عناصر تعمل على صنع عبوات ناسفة وأدت بالنتيجة الى مقتل احد المتمردين واعتقال 22 آخرين أربعة منهم من المشتبه فيهم". وأكد الجيش الاميركي ان "12 معتقلاً تم نقلهم الى احدى قواعد القوات المتعددة الجنسية فيما تم اطلاق سراح الآخرين". وتبنت مجموعة"الجيش الاسلامي السري في العراق"العملية، وقالت في بيان علق على ابواب مساجد عدة ومؤسسات حكومية في مدن الضلوعية وسامراء وتكريت ان"جند الحق الحقوا اليوم هزيمة بجيش الكفر وقاموا بتدمير آليتين في كمين نصب لهم في منطقة الضلوعية وتم قصف منطقة مطار الضلوعية بصواريخ الكاتيوشا للاقتصاص من جنود الكفر المرتدين ازلام رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الذي باتت ايامه معدودة". وأوضح البيان انه"لو علم الشعب الاميركي المغفل حقيقة ما يجري لجنوده لما ارسل جندياً الى ارض الرافدين التي ستكون مقبرة لهم لا محال". وأشار البيان وللمرة الاولى الى"ان اربعة عناصر من هذه المجموعة قتلوا خلال خمس عمليات سابقة". وقال"اننا فقدنا اربعة من الابطال هم اعزاء علينا من جند جيش الحق نحتسبهم عند الله شهداء في خمس غزوات شنها الابطال ضد قوى الكفر والضلالة في بيجي وسامراء والضلوعية". وقال النقيب سعد أمجد من الكتيبة 203 التابعة للجيش العراقي"ان ثلاثة جنود عراقيين قتلوا واصيب اثنان اخران عندما هاجم مسلحون مجهولون بصواريخ الكاتيوشا قاعدة للجيش العراقي شرق الضلوعية ونقل الجرحى الى مستشفى ميداني للعلاج". وفي هجوم استهدف القوة الايطالية، تعرضت مروحية عسكرية ايطالية لاطلاق النارواصيب عسكري برصاصة ادت الى مقتله. واكد مسؤول دفاع في روما الحادث قائلاً:"ان مسلحين فتحوا النار على مروحية عسكرية ايطالية وهي تقوم بدورية حراسة فوق جنوبالعراق ما ادى الى مقتل جندي على متنها". ويتمركز نحو 3200 جندي ايطالي في العراق يمثلون ثالث أكبر قوة اجنبية في البلاد بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا. ويتمركز الجزء الأكبر من هذه القوة خارج الناصرية 375 كلم جنوب شرقي بغداد. وأعلن الجيش البريطاني امس، ان عراقيا قتل واصيب تسعة جنود بريطانيين بجروح في انفجار سيارة مفخخة وقع اول من امس، امام قاعدة عسكرية قرب البصرةجنوبالعراق. وقال بيان للجيش ان"سيارة مدنية كانت متوقفة قرب احد مداخل القاعدة انفجرت لدى مرور قافلة عسكرية بريطانية. ومن غير الواضح بعد ما اذا كان الامر اعتداء انتحارياً". وأحصى البيان سقوط"سبعة عراقيين جرحى توفي احدهم لاحقا متأثرا بجروحه من دون ان يعرف اذا كان القتيل المدني له علاقة بالانفجار"في اشارة الى احتمال ان يكون القتيل انتحاريا فجر السيارة. وتابع البيان:"نستطيع ان نؤكد ان تسعة جنود من الفوج الثاني في الكتيبة الملكية الثانية لاميرة ويلز اصيبوا بجروح". وكانت وزارة الدفاع في لندن اشارت الى ان جنديا جريحا نقل الى الكويت بينما عولج الباقون في قاعدة الشعيبة 10 كلم جنوب غربي البصرة التي انفجرت السيارة امامها. وخلص البيان الى ان"آليتين عسكريتين بريطانيتين اصيبتا باضرار"في الانفجار. وذكرت وكالة"برس اسوسييشن"البريطانية ان منظمة لها علاقة بتنظيم"القاعدة"الارهابي الذي يتزعمه اسامة بن لادن، تبنت هذه العملية الانتحارية انتقاما للمعاملة السيئة كما قالت التي يلقاها المعتقلون العراقيون على ايدي القوات البريطانية. هجمات متفرقة وفي هجمات متنقلة، قالت الشرطة العراقية ان مسلحين هاجموا مركزا لها في بلدة هيت المضطربة غرب العراق امس، وطاردوا ضباط الشرطة واستولوا على اسلحتهم. وذكرت"ان نحو 15 مسلحاً هاجموا مركز الشرطة بالمتفجرات وسيطروا عليه واستولوا على بنادق واسلحة خفيفة عثروا عليها داخل المركز". وأكدت انه"لم يقتل أو يجرح أحد في الهجوم". وتقع هيت على الطريق الرئيسي الذي يسير بمحاذاة نهر الفرات متجها الى سورية، وهو طريق تقول القوات الاميركية ان المقاتلين الاجانب يستخدمونه لدخول العراق ونقل امدادات للمسلحين من خلاله. وقتل ستة جنود عراقيين واصيب 12 آخرون بينهم أربعة مدنيين في هجمات وقعت امس، في مدن الطوز وبلد وسامراء شمال بغداد، وقال الضابط ساجد البياتي من الكتيبة 201 التابعة للجيش العراقي ان"جندياً عراقياً قتل واصيب اربعة اخرون في انفجار عبوة ناسفة في السادسة صباحاً، على دورية للجيش العراقي في منطقة الطوز 70 كلم شرق تكريت". واضاف ان"الجنود كانوا في دورية وينوون الدخول الى مدينة الطوز". واصيب اربعة مدنيين عراقيين بجروح في انفجار لغم ارضي جنوب مدينة بلد 75 كلم شمال بغداد. وقال المقدم عادل عبدالله من شرطة بلد ان"الاربعة اصيبوا عندما انفجرت عبوة ناسفة محلية الصنع في منطقة النباعي 5 كلم جنوب بلد، وان بين الجرحى رجلا مسنا وان الجميع نقلوا الى مستشفى المدينة". وقتل جنديان عراقيان وجرح اخران في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم وسط مدينة سامراء 120 كلم شمال بغداد، وأوضح النقيب محمد سعدون من الفوج السابع التابع للجيش العراقي"ان الانفجار في منطقة تقاطع الفاطمي وسط المدينة". وفي بعقوبة 60 كلم شمال شرقي بغداد، قتل شخصان كانا يحاولان صنع عبوات ناسفة في أحد المنازل شمال بعقوبة، حسبما افاد مصدر في الجيش العراقي الذي قال انهما"كانا يحاولان تصنيع عبوات ناسفة في احد المنازل المعزولة على الطريق المؤدي الى مدن مندلي وبلدروز شمال بعقوبة". واوضح ان"الجيش العراقي عثر بعد مداهمته للمنزل على كميات من المواد المتفجرة والقاذفات والصواعق واعتقل خمسة مشتبه فيهم". وقتل خمسة مقاتلين عراقيين على الاقل اول من امس، في مدينة الموصل شمال العراق في وقت انتشر مئات الجنود الاميركيين في المدينة للقيام بعمليات دهم، وقال الضابط مايكل كوريلا من الفوج الاول في كتيبة المشاة الاولى ان"الخمسة قتلوا عند مستديرة اليرموك حيث تقع الكثير من الهجمات، بعدما فتحوا النار على شاحنة صغيرة للجيش العراقي". وتمركز نحو 700 جندي اميركي يدعمهم عناصر من الجيش العراقي في احياء تناك ونهروان والرافدين على الضفة الغربية لنهر دجلة، فتشوا عدداً من المنازل واستجوبوا بعض السكان. وقال كوريلا ان الجنود عثروا في مسجدين دخلوا اليهما على اسلحة وذخائر و"منشورات تدعو الى الجهاد". وقتل عراقي واصيب اربعة اخرون بجروح في اشتباكات وقعت اول من امس، بين مقاتلين عراقيين وجنود اميركيين في الرمادي غرب بغداد. وافاد الجيش الاميركي ان"متمردين اطلقوا سلسلة هجمات بالهاون على مناطق سكانية في الرمادي وحولها ورد المارينز باطلاق النار على نقطتين انطلقت منهما القذائف". وأكدت مصادر في الشرطة العراقية ومصادر طبية مقتل ثلاثة مقاولين عراقيين على يد مسلحين مجهولين شمال مدينة بيجي 200 كلم شمال بغداد. وقال المقدم حسن صلاح من شرطة بيجي ان"ثلاثة مقاولين قتلوا برصاص مجهولين والقتلى كانوا على متن سيارة عندما نصب لهم المسلحون كمينا في منطقة مكحول 9 كلم شمال بيجي وفتحوا عليهم النار واردوهم في الحال". وأوضح ان القتلى هم وجدي جاسم 39 عاماً وقدري لازم 44 عاماً ومحمد عبد السلام 38 عاماً ويعملون مقاولين بحسب وثائق صادرة من غرفة تجارة يحملونها معهم. وأفادت مصادر في الشرطة واخرى طبية انه عثر على جثة نقيب في الشرطة العراقية ينتمي الى الحزب الديموقراطي الكردستاني وهي مصابة برصاصات عدة في كركوك شمال بغداد. وقال اللواء تورهان يوسف:"ان الشرطة عثرت على جثة النقيب فهمي محمود خالد، مساعد قائد الشرطة في بلدة طارا جنجيل بين كركوك والسليمانية.