بصوت حماسي وخطابي وفي أول حديث صحافي لجندي بريطاني معارض للحرب على العراق، قال العريف أول جورج سولومو رداً على سؤال ل"الحياة"، أن قادة الجيش"يحشوننا بمعلومات تثقفنا بكراهية عدونا العراقي لنقتله"، مؤكداً أن هذه"الثقافة"تقف وراء انتهاكات ارتكبها زملاء له في حق معتقلين عراقيين نشرت الحكومة صورهم أخيراً. وجاءت تصريحات هذا الجندي في وقت انشغلت وسائل الاعلام البريطانية بصور فاضحة توثق انتهاك حقوق معتقلين عراقيين على يد جنود بريطانيين بدأت محاكمة ثلاثة منهم في قاعدة في ألمانيا أمس. وفي وقت وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير هذه الصور بأنها"مروعة"، أكد محامي العريف دانيال كينيون 33 عاماً أحد الجنود المتهمين بارتكاب هذه الانتهاكات، أن موكله"كان ينفذ أوامر قائده"الذي طلب وضع حد لنشاط"اللصوص"في معسكره في البصرةجنوب. لبس سولومو بذته العسكرية الملكية ليعقد مؤتمراً صحافياً بحضور نواب بريطانيين وروز جنتل والدة أحد الجنود القتلى في العراق، وأعلن أنه سيحرق"أوراق استدعائه الى الخدمة في ذلك البلد أمام مقر رئاسة الوزراء"المعروف ب"10 داوننغ ستريت"، ليقول لرئيس الوزراء توني بلير إن الحرب على العراق"مفلسة"و"غير شرعية"و"ليأخذني من هناك الى السجن". وتابع:"أنا فخور بأنني جزء من هذا الجيش وأمثل الكثير من زملائي المعارضين لهذه الحرب"، معتبراً نفسه"نقطة تجمع وانطلاق"لرفض الخدمة في العراق. وبعدما رفض كشف عدد الجنود البريطانيين الذين سيدعمون خطوته، قال إن الحرب على العراق دمرت"شرعيتنا كجيش بريطاني"، مضيفاً أن زعماء"عظماء مثل نيلسون مانديلا وكوفي أنان كشفوا افلاس هذه الحرب"، وهو ما أثّر في قراره هذا. واعتبر سولومو أن الأسباب الحقيقية وراء الحرب تكمن في رغبة"أميركا في السيطرة على النفط لأنها لا تريد أن تستخدم احتياطها النفطي". ورأى أن ما يحصل الآن من انتهاك لحقوق السجناء في قاعدة غوانتانامو الأميركية كوبا وفي بلمارش بريطانيا، هو"الأكبر منذ معسكر أوشفيتز النازي عام 1945، في اشارة الى المحرقة النازية التي قتل فيها أعداد من اليهود. ولمح سولومو رداً على سؤال ل"الحياة"، الى أن"الجيش البريطاني يثقف جنوده في بريطانياوالعراق بكره عدونا كي نتمكن من قتله"، لافتاً الى وجود"عنصرية"في صفوف هذا الجيش، على رغم أن احدى سراياه لندن مختلطة عرقياً. ورفض رداً على سؤال آخر اعلان تأييده ل"المقاومة العراقية"أو معارضته لها، لكنه أكد"دعمه حق الشعب العراق في تقرير مصيره بعيداً عن الاحتلال". أما روز جنتل مؤسسة جمعية"عائلات عسكرية ضد الحرب"، فأعلنت تأييدها"رفض جورج"الذهاب الى هذه الحرب"غير الشرعية"، وأعربت عن خشيتها من هجمات انتقامية ضد الجيش البريطاني، اثر نشر صور انتهاكات جنوده في حق معتقلين عراقيين. وطالبت أهالي الجنود الذين يخدمون في العراق بأن يتحدثوا علناً عن معارضتهم للحرب، على رغم الضغوط التي تمارسها الحكومة عليهم عبر الجيش. وفي هذا الصدد، أكد أندرو بورغين أحد زعماء"الائتلاف ضد الحرب"الذي نظم المؤتمر الصحافي في شارع البرلمان البريطاني وسط حراسة أمنية مشددة أن الجيش منع الجندي فوداي يومكيلا الذي جرح في البصرة، من المشاركة في المؤتمر حيث كان سيتحدث عن المعاملة السيئة على الأرجح التي تلقاها منذ عودته من العراق.