ما لقيت هشام شرابي يوماً إلا ولاحظت على وجهه مزيجاً من علامات العذاب وعلامات الارادة، في علاقة مباشرة مع نكبة فلسطين التي رافقته طوال حياته. سيذكر له التاريخ من دون شك إسهامه في نقد المجتمع العربي البطركي. ولكن ما يبدو لي جديراً بالتنويه في شخصيته الفكرية، بالنسبة الى سلوك المثقف العربي، إنما هو، الاستقامة والصراحة والصدق. يشهد على ذلك من جملة ما يشهد كتابه الرائق والرائع"الجمر والرماد". وقد استحق بفضل هذه الصفات احتراماً واسعاً عند جميع الذين عرفوه مناضلاً أو أستاذاً أو كاتباً.