تستقبل معابد جزيرة كلابشة الأثرية في أسوان زوارها حالياً للمرة الأولى بعد 40 عاماً على إنقاذها ضمن الحملة الدولية التي قادتها منظمة اليونسكو في الستينات لإنقاد ونقل مجموعة معابد آثار النوبة في أعقاب تشييد السد العالي، وما نتج عنه من ارتفاع منسوب المياه التي غمرت معظم هذه المعابد. واستطاع الأثريون المصريون أخيراً ترميمها واعادة الحياة اليها لتكون معرضاً مفتوحاً للآثار الفرعونية والرومانية على مر العصور بكلفة قدرت بنحو 25 مليون جنيه. تضم الجزيرة أربعة معابد فرعونية ورومانية هي كلابشة وبيت الوالي وقرطاس وجرف حسين الذي يرجع تاريخه الى عصر الملك رمسيس الثاني وقد أعيد تركيبه للمرة الأولى منذ نقله وإنقاذه ضمن الحملة الدولية في الستينات، إضافة الى عدد من المقاصير الأثرية النادرة، الى جانب افتتاح متحف المسلة الناقصة. وقال وزير الثقافة المصري فاروق حسني إن فلسفة ترميم وتطوير جزيرة كلابشة قامت على محاور أساسية شملت ترميم وصيانة مجموعة المعابد والمقاصير الموجودة فيها والتعريف بالمنطقة الأثرية المهمة وتجهيزها للزيارة السياحية والربط بين المعابد والمقاصير بمسارات تحدد حركة الزيارة، ومن ثم إضاءة الجزيرة ليلاً بنظم متخصصة تمهيداً لاستقبال روادها ليلاً، لافتاً الى ان الجزيرة عانت عدداً من المشاكل في مقدمها وجود آلاف من الخفافيش التي عشعشت داخل المعابد لسنوات طويلة مما تسبب في وجود طبقة سميكة من مخلفاتها غطت مناظر ونقوش معبدي كلابشة وبيت الوالي، لذا تمت معالجة النوافذ والأبواب بشبكات معدنية لمنع دخول الطيور التي تضر بالنقوش وتزعج الزائرين. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية الدكتور زاهي حواس انه على رغم وجود جزيرة كلابشة في قلب مدينة أسوان، وعلى بعد 500 متر فقط من السد العالي، إلا أنها لا تشهد حركة زيارة سياحية خارجية او داخلية رغم تفردها أثرياً وجغرافياً. ومن هنا كان لا بد من التعريف بها وإعدادها وتجهيزها وتوفير كل السبل التي تتيح الوصول اليها. وأضاف يقول: كان الوصول اليها صعباً ويتم عن طريق درج جانبي لا يتيح للزائر الدخول من المحور الأساسي أو الميناء الرئيسي مما يفقده متعة الإطلالة الأمامية. ونبّه حواس الى أن معابد كلابشة تمثل نقطة الانطلاق الثالثة في المشروع العملاق لتطوير وإنقاذ آثار ومعابد جنوب الوادي بعد الإنتهاء من مشروعي أبو سمبل وفيلة.