بات النزاع حول التركيبة العرقية لكركوك يلقي ظلاله على الانتخابات. وقال رئيس وزراء حكومة كردستان الاقليمية نائب زعيم الحزب"الديموقراطي الكردستاني" انوشروان بارزاني:"يجب ألا يسمح للعرب الذين وفدوا الى كركوك ابان حكم صدام حسين بالتصويت في الانتخابات". وأضاف ان"الأكراد أغضبهم قرار الحكومة العراقية السماح للعرب الذين ارسلهم صدام الى كركوك ليحلوا محل مواطنين اكراد بالمشاركة في الانتخابات على اعتبار انهم من سكان المنطقة". ومن شأن مشاركة أوسع من العراقيين العرب تقليص فرص الأكراد في الفوز في الانتخابات لاختيار مجلس اقليمي للمدينة المختلطة عرقياً. وقال بارزاني:"انهم يلعبون بقضية مصير الأكراد ويريدون اضفاء الشرعية على الوضع الراهن. إنهم يصرون على حرمان أكثر من 100 ألف كردي من الحق في التصويت والسماح لعائلات عربية بالتصويت على رغم انها كانت تعيش في الجنوب". وأشار بارزاني إلى أن مصير النازحين"معلق". واضاف ان المفوضية العليا للانتخابات لم تسجل اسماء هؤلاء. وقال:"لا نريد ان نتسبب في حدوث مشكلة، ولكن هناك دائماً إمكان لانسحاب الاكراد من الانتخابات إذا لم تجد اعتراضاتنا آذاناً صاغية". وقال رئيس المفوضية الانتخابية حسين هنداوي إنه لا يزال بالإمكان تسجيل اسماء اللاجئين من جميع الاعراق بمن فيهم الاكراد قبل الانتخابات اذا اثبتوا انهم من سكان كركوك. ووجهت الأحزاب التركمانية المنضوية تحت قائمة"الجبهة التركمانية العراقية"مذكرة إلى المفوضية العليا لشؤون الانتخابات تطالبها بعدم ارجاء انتخابات مجلس محافظة كركوك، لأن"عدم قدرة اللجنة المكلفة في حل مشكلة الأكراد المرحلين لا تشكل سبباً لارجاء الانتخابات". وقال فاروق عبدالله، الذي يرأس قائمة الجبهة التركمانية، ل"الحياة"إن"الظرف الذي يعيشه العراق لا يسمح بتطبيق ما نص عليه البند 58 من الدستور الموقت المتعلق بضرورة عودة الاكراد إلى كركوك قبل الانتخابات وعليه نطالب باجراء الانتخابات في المدينة". واضاف ان"الاحزاب التركمانية لا ترفض عودة الاكراد المرحلين الى مسقط رأسهم، لكنها لا تربط عودتهم بإضفاء الشرعية القانونية لانتخابات كركوك". وقال الامين العام للاتحاد الاسلامي لكردستان العراق عباس البياتي ل"الحياة"انه لا يجب تجاهل القوميات الاخرى في المدينة والتي تطالب باجراء انتخابات مجلس المحافظة، مشيراً إلى ان مناطق عراقية أخرى عانت من تغيير الطبيعة الديموغرافية من قبل النظام السابق، ومع ذلك فإن العرب أو المسيحيين أو التركمان لم يطالبوا بتأجيل الانتخابات فيها ايماناً منهم بأن الانتخابات هي الوسيلة الاصلح لبناء عراق حر ديموقراطي وطني.