توقع عالم بريطاني امس ان تؤدي "أحداث مناخية متطرفة" الى موت ملايين البشر في مختلف انحاء العالم، وأشار مثلاً الى فيضانات وموجات حر بسبب تغير المناخ. واستشهد البروفسور مايك بيلينغ بموجة الحر التي اجتاحت اوروبا العام الماضي وأودت بحياة الآلاف من جراء الارهاق المرافق لارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة التلوث في الجو. وقال خلال الاجتماع السنوي للرابطة البريطانية لتطوير العلوم ان العالم "سيشهد زيادة في الاحداث المناخية المتطرفة. وهناك تنبؤات بزيادة قدرها عشرة امثال في الموجات الحارة، وأن التكرار المتزايد لهذه الموجات سينتج عنه حتماً زيادة حادة في حالات الوفيات المبكرة." واوضح بيلينغ، وهو استاذ الكيمياء الطبيعية في جامعة ليدز شمال انكلترا، ان التلوث الجوي أصبح "أشبه بالطاعون الذي يستشري في ربوع الكوكب ويزداد سوءاً في نصف الكرة الشمالي الصناعي عنه في النصف الجنوبي حيث تنتقل الملوثات من آسيا الي الولاياتالمتحدة الي اوروبا لتعود مرة اخرى الى آسيا. الا ان مصادر التلوث ليست ثابتة. فالتعاظم السريع للسفر جواً على سبيل المثال يعد احد العوامل المساهمة في حدوث التلوث". لكنه لفت الى ان "المسألة الأهم تتمثل في التغير المناخي الذي يجب ان نتحكم به، فالمشكلة لا تتمثل في الملوثات والمواد الكيماوية الضارة التي تنفثها المصانع والطائرات ومحطات الكهرباء والسيارات ولكن تتجاوزها الي احراق الاخشاب والوقود الحفري سواء لاستخدامها في التدفئة او الاضاءة او نتيجة لحرائق الغابات والحرائق التي تحدث في باطن الارض". ووقع العديد من الدول الصناعية على اتفاقات تهدف الي القضاء نهائياً على انبعاثات الغازات الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2010 . إلا ان بيلينغ قال ان بريطانيا ولندن على وجه التحديد التي تعاني من وجود نسبة عالية من الكثافة السكانية والاختناقات المرورية ستفشل في تحقيق هدفين رئيسيين يتعلقان بوقف انبعاثات ثاني اكسيد النتروجين وجزيئات السخام. واوضح ان "الناس ستستمر في التعرض لمستويات من التلوث يمكن ان تتسبب في اعتلال صحتها".