نظمت لجنة منتدى الحوار في نادي حائل الأدبي مؤخرا ندوة حول الاحتباس الحراري تحت شعار "من أجل أرضنا من أجل أبنائنا" وذلك في القاعة الثقافية في مقر النادي وأدار الندوة الدكتور أحمد المهجع وشارك بها الدكتور السيد فودة والدكتور محمود الدسوقي. وبدأ الدكتور السيد فودة حديثه: انه على مدار التاريخ الإنساني عرفت الأرض العديد من التغيرات المناخية التي استطاع العلماء تبرير معظمها بأسباب طبيعية، مثل: بعض الثورات البركانية أو التقلبات الشمسية. وقال: يمكن تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming على أنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض؛ كنتيجة لزيادة انبعاثات غازات الصوبة الخضراء greenhouse gases منذ بداية الثورة الصناعية. وحول نظام المناخ على الأرض قال: بالتأكيد نظام المناخ على كوكبنا أكثر تعقيدًا من أن تحدث الزيادة في درجة حرارة سطحه بهذه الصورة وبهذه السرعة، ثم تناول الدكتور السيد الدلائل المؤكدة لحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري وعدها في ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات وتناقص التواجد الثلجي وسمك الثلوج في القطبين المتجمدين وملاحظة ذوبان الغطاء الثلجي بجزيرة "جرين لاند" وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بمعدل درجة سلزيوس واحدة و طول مدة موسم ذوبان الجليد وتناقص مدة موسم تجمده ثم تناول ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات خلال الخمسين سنة الأخيرة. وقال: كل هذه التغيرات تعطي مؤشرا واحدا وهو بدء تفاقم المشكلة، وتعتمد الحياة كما نعرفها اليوم على توازن هذه النسب بهذا الشكل، وإن أي تغير في هذه النسب - حتى لو كان ضئيلاً - قد يؤدي إلى نتائج سلبية على نواح كثيرة من الحياة على الأرض. فيما تناول الدكتور محمود دسوقي الأستاذ المساعد في جامعة حائل حديثه عن فيلم الخديعة الكبرى بقوله: هناك علاقة وثيقة بين التغير المناخي والتحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على مدار التاريخ البشري. وعن ايجابيات الفيلم قال الدكتور محمود دسوقي: يمثل هذا العمل صرخة قوية لتنبيه البشر إلى أهمية الحفاظ على الكوكب الذي يعيشون فيه، ولتذكيرهم بأن الأرض هي امتداد لأجسادهم وللحيز الذي يشغله كل منهم في هذا الفراغ الكوني الشاسع وأضاف شيء جميل أن يهتم سياسيون بحجم آل جور بقضايا البيئة والمناخ، في أمة حيث العديد من أصحاب النفوذ ينكرون من الأساس ما يسمى بالاحتباس الحراري لجو الأرض. ثم تساءل الدكتور الدسوقي هل يجلس العالم بالفعل على قنبلة موقوتة تسمى الاحتباس الحراري وهل المشكلة بهذه الضخامة؟ ثم ما دور الإنسان في حدوث هذه الظاهرة؟ وهل يجب أن تكون هذه المشكلة على رأس أولوياتنا؟ وعاد للقول أن الفيلم به الكثير من المبالغات والمغالطات وعلى سبيل المثال استشهد آل جور بموجات الحر القاتلة التي شهدتها أوروبا في العام 2003، مستنتجاً أن تغير المناخ سوف يؤدي إلى المزيد من الوفيات. لكن ارتفاع حرارة جو الأرض يعني في الواقع انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن درجات الحرارة شديدة الانخفاض،. ففي المملكة المتحدة فقط تؤكد التقديرات أن ارتفاع درجات الحرارة من شأنه أن يؤدي إلى 2000وفاة إضافية بسبب الموجات الحارة بحلول العام 2050، لكن ذلك سوف يؤدي في ذات الوقت إلى انخفاض أعداد الوفيات الناجمة عن درجات الحرارة المنخفضة بواقع عشرين ألف وفاة. ثم تناول الدكتور الدسوقي رأي المؤيدين للظاهرة وقال: انهم يرون أن السبب وراء ظاهرة الاحتباس الحراري هو زيادة غازات الدفيئة، الناشئة عن ملوثات طبيعية (كالبراكين وحرائق الغابات والملوثات العضوية) وملوثات صناعية ناتجة عن نشاطات الإنسان، وأضاف: وبما أننا غير قادرين على التدخل في الملوثات الطبيعية، فعلينا أن نحد من الملوثات التي نتسبب فيها.