نحن، في الأردن، لا نستطيع تقديم المساعدات الانسانية من الأغذية والأطعمة الى الأفارقة السودانيين كما فعلت دول كثيرة من العالم، لأننا ملتزمون بمساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق. ولكن الحقيقة أننا قدمنا المساعدة الى السلطات السودانية الظالمة بواسطة رئيس نقابة المحامين الأردنيين، الأستاذ حسين مجلي الذي صرح في مؤتمر صحافي، بعد عودته من السودان، بأن التدخل في السودان يرمي الى شطب عروبة الشعب السوداني. وأنكر الأستاذ مجلي وجود شواهد أو دلائل على قيام مظالم حكومية ضد شعب اقليم دارفور. ان وقوف مجلي الى جانب حكومة السودان ليس غريباً، لأن مجلي يمثل، في الحقيقة، جماعة من القوميين العرب المتعصبين في شكل سيئ لقوميتهم العربية. وشاهدنا أعمالهم وسياساتهم في العهد العراقي السابق. فهم قاموا بطرد المواطنين العراقيين، ذوي الأصول الفارسية، من بغداد التي أقاموا فيها منذ مئات السنين، وجردوهم من جنسياتهم العراقية. كما أسكنوا قبائل عربية في مواطن قبائل كردية وتركية في شمال العراق، وحين انهار النظام الصدامي، عاد المطرودون من غير العرب الى ديارهم، ومواطنهم السابقة، وأصبح المواطنون العرب لاجئين في الخيام الصحراوية، كما لجأ بعضهم الى حدودنا الأردنية في الرويشد. ولا بد من التذكير أن بعض ادعاءات الحكم العراقي السابق بأن الحرب العراقية - الايرانية التي راح ضحيتها مليون انسان، من العراقيين والايرانيين، كانت في سبيل تحرير عربستان من الحكم الفارسي. عمّان - هاني السعودي ت: 4624118