حرب الصور والمنشورات بدأت في بيروت. بين ليلة وضحاها، امتلأت الجدران في الشوارع بصور الرئيس إميل لحود، وأعلام كتب عليها "رجل القرار" و"نعم للتمديد". بعض اللافتات الداعمة ايضاً "لرجل الوحدة والاستقرار والتحرير" اجتاح الاعمدة باسم مخاتير أو احزاب أو احياناً بأسماء مبهمة كأن توقع لافتة باسم "شباب الحمراء" في حين يفتقر الشارع الى نسيج سكاني فعلي، قادر على انتاج حال شبابية ويجمع اطيافاً متناقضة أحياناً. والصور لم تقتصر على المناطق الموالية تماماً كاللافتات. ساحة ساسين في الاشرفية المنطقة المسيحية المعادية للوجود السوري في لبنان، شهدت تعليق صورة من حجم آخر، يفوق حجم بعض المباني المجاورة. وضعت مقابل نصب شهداء "القوات اللبنانية" وعليه وجه بشير الجميل. فنصب "القواتيون" صورة عملاقة أخرى لبشير على الجهة المقابلة. المشهد كان ذات دلالة في الوسط التجاري، منطقة نفوذ الرئيس الحريري، حيث مبنى البرلمان الذي التأم مساء للتمديد. واتخذت تدابير مشددة استعداداً لأي اعمال شغب وانتشرت مع رجال الأمن الصور بكثافة. قد تكون ساحة بشارة الخوري من الاماكن القليلة في المدينة ان لم تكن الوحيدة التي خلت من صور الرئيس لحود. فهناك صور الرئيس السوري بشار الاسد ومؤسس حركة "أمل" الإمام السيد موسى الصدر ورئيس البرلمان نبيه بري. موضة الصور التي تبنتها دول عربية عدة بدأت بالافول. وكان اللبناني وحده في المنطقة يفخر بأن هذه الموجة لم تطله. من جهة ثانية، نفذ ناشطون من التيار العوني اعتصاماً في ساحة الشهداء رفعوا خلاله شعارات منددة بالتعديل وبالتدخل السوري ومرتدين الثياب السود حداداً على الدستور. وترافق ذلك مع وصول عشرات من المتظاهرين المؤيدين للتمديد من بينهم "نساء 27 ايار" اي امهات شبان اوقفوا خلال ما سمي بأنتفاضة حي السلم وما زالوا موقوفين".